هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[فصل: في الخبر المعلوم كذبه]

صفحة 287 - الجزء 2

  إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ١ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ٢}⁣[المعارج].

  وقال صاحب كتاب العمدة: ومن الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث من جمع أبي الحسن رزين العبدري إمام الحرمين في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، وذلك على حد ثلث الكتاب من صحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن⁣(⁣١) ومن صحيح الترمذي عن أبي سرحة وزيد بن أرقم أن رسول الله ÷ قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

  وفي مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن محمد بن المغازلي الواسطي الشافعي بالإسناد إلى زيد بن أرقم قال: أقبل نبي الله ÷ من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى: «الصلاة جامعة»، فخرجنا إلى رسول الله ÷ في يوم شديد الحر حتى انتهينا إلى رسول الله ÷ فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال: «الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا» ثم ساق الخطبة وحديث الثقلين، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها وقال: «من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» قالها ثلاثاً آخر الخطبة.

[حديث المنزلة]

  وأما حديث المنزلة فمثل ما أخرجه مسلم عن سعد بن أبي وقاص والترمذي عنه و عن جابر بن عبدالله عنه ÷ أنه قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».


(١) ليس في سنن أبي داود وإنما رواه الترمذي [رقم ٣٧١٤]. [وأورده أحمد بن حنبل عن أبي سريحة في فضائل الصحابة (٢/ ٥٦٩)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٦١٣) عن زيد بن أرقم، وانظر: السنة لابن أبي عاصم، مسند البزار، شرح مشكل الآثار، المعجم الكبير للطبراني، وغيرها كثير].