هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الكلام في البسملة في أوائل السور]

صفحة 9 - الجزء 2

  فضلاً عن أن يكون ذاتياً.

  ويندفع أيضاً ما قيل من أن معرفة السورة تتوقف على معرفته فيدور - بأن السورة اسم لكل مترجم أوله وآخره توقيفاً مسمى باسم خاص من الكلام المنزل قرآناً كان أو غيره، قال في الكشاف: ومن سور الإنجيل سورة الأمثال⁣(⁣١).

[الكلام في البسملة في أوائل السور]

  مسألة: لا خلاف بين الأمة في إثبات البسملة في أوائل السور خطاً في المصحف إلا في أول سورة التوبة⁣(⁣٢)، وإنما الخلاف في كونها قرآناً، فعن جمهور


(قوله): «ويندفع أيضاً ما قيل ... إلخ» ليس عطفاً على قوله: فاندفع؛ إذ ليس بمتفرع على ما تقدم كما في المعطوف عليه، بل هو ابتداء كلام بين فيه المؤلف # اندفاع اعتراض آخر ذكره في شرح المختصر.

(قوله): «تتوقف على معرفته» أي: القرآن؛ بناء على أن السورة بعض من القرآن مترجم أوله وآخره.

(قوله): «بأن السورة» متعلق بقوله: يندفع.

(قوله): «اسم لكل مترجم ... إلخ» فهي أعم كما صرح بذلك في حواشي الكشاف.

(قوله): «قرآناً كان أو غيره» لكن يقال: قد ذكر الآية⁣[⁣١] في تفسير السورة فيما سبق حيث قال: متضمن ثلاث آيات، فيلزم منه دور آخر.

(قوله): «قال في الكشاف ومن سور الإنجيل سورة الأمثال» دفع هذا في الجواهر بأن السورة غلبت في عرف المتشرعة على بعض القرآن المترجم أوله وآخره توقيفاً من بين السور. قال: ولهذا عرف صاحب الكشاف السورة بالطائفة من القرآن المترجمة التي أقلها ثلاث آيات. وأجاب السعد والشريف في الحواشي بأن صاحب الكشاف أراد بما ذكره تعريف سورة القرآن، لا مطلق السورة فهي أعم؛ بدليل قوله: ومن سور الإنجيل ... إلخ.


(١) تتمة: وأقول بعد هذا: لا حاجة إلى حد القرآن؛ فإنه أبين من الحد، ومن شأن الحد أن يكون مساوياً أو أجلى كما تقرر في المنطق، وبعد هذا فإن الحد إنما يكون للكليات المجهولة فتعرف، وأما القرآن فهو شخصي جزئي؛ إذ هو ما بين الدفتين، فالتحديد له كالتحديد لزيد المشاهد، وقد ذهب إليه أكثر المحققين، ونصره السيد العلامة الجلال في عصام المحصلين.

فائدة: قال الدامغاني في شرح العقائد العضدية في القرآن ما لفظه: إن المعنى إذا كان في النفس فعلم، وإذا انتهى إلى الفكر فروية، وإذا جرى على اللسان فكلام، وإذا كتب باليد فكتاب، وإذا اعتبر قراءته فقرآن، وإذا اعتبر كونه فارقاً بين الحق والباطل ففرقان، فهو بالذات شيء واحد وتختلف عليه هذه الأسامي بحسب اختلاف الأحوال والاعتبارات.

(٢) في المستدرك عن ابن عباس قال: سألت علياً # لِمَ لَمْ تكتب في براءة ؟ قال: (لأنها أمان، وبراءة نزلت بالسيف).


[١] يقال: يدعى العموم في الآيات أيضاً. (حسن الكبسي. ح).