[فصل: في شروط العمل بأخبار الآحاد]
  ومن(١) الناس من يذهب إلى جواز إجازة المعدوم معطوفاً على الموجود(٢)، كأجزت لك ولولدك أو عقبك ما تناسلوا.
  ومن الناس من يذهب إلى جواز الإجازة للطفل الصغير من غير اعتبار سن التحمل، وهو مبني على أنها إذن.
  (ولا) تجوز الإجازة (لمن يوجد) من المسلمين (مطلقاً(٣)) إجماعاً(٤).
  المرتبة الخامسة قوله: (أو عن خط، وتسمى الوجادة) وهي أن يقف على كتاب بخط شيخ فيه أحاديث يرويها ولم يلقه أو لقيه ولكن لم يسمعها منه (فيقول) الواقف على الخط: (وجدت وقرأت بخط فلان) ويسوق الإسناد والمتن وقد استمر عليه العمل قديماً وحديثاً، وهو من باب المنقطع والمرسل غير أنه أخذ شوباً من الاتصال بقوله: وجدت بخط فلان.
[حكم قبول المرسل]
  مسألة: اختلف الناس (في قبول المرسل(٥)) من الأحاديث على أقوال (وهو
(قوله): «الوجادة» هي مصدر مولد لم تنطق به العرب، فرعه المولدون لما وجدوا العرب فرقوا[١] بين مصادر وجد لاختلاف معانيها، كذا في شرح الجمع.
(١) واستقربه ابن الصلاح.
(٢) وقد فعل ذلك أبو بكر بن أبي داود فقال: أجزت لك ولولدك ولحبل الحبلة، يعني الذين لم يولدوا بعد. (شرح أبي زرعة على الجمع).
(٣) أي: من غير تقييد بنسل فلان أو من يوجد من بني فلان.
(٤) ينظر في دعوى الإجماع؛ فقد حكي الخلاف في شرح النخبة.
(٥) الأولى حذف لفظ قبول، فيكون الكلام: مسألة في المرسل القبول؛ إذ لا معنى لقوله: في قبول المرسل القبول وعدمه.
[١] فقالوا فيه بمعنى الإصابة وجد الضالة يجدها وجدانا، وبمعنى الحزن وجد يجد وجدا، وبمعنى الغنى والثروة وجد يجد جدة، ولما كان هذا المعنى رابعاً اخترع المولدون مصدراً رابعاً فقالوا: وجد بخط فلان وجادة، وهي أن تجد حديثاً بخط رجل سواء عاصرته أم لا ثم تحدث به ولم يُجِز لك، فتقول: وجدت بخط فلان أو قرأت بخطه، وليس لك روايته عنه بصيغة حدثنا أو أخبرنا أو غيرهما مما يوهم السماع، ويجوز لك العمل بما تضمنه ذلك الحديث عند أئمتنا $ والشافعي وأكثر الأصوليين إذا غلب على ظنك صحته (من شرح ابن جحاف على الغاية).