فصل: [في الترادف]
فصل: [في الترادف]
  (الترادف) وقد عرفته (واقع) في اللغة عند الأكثر (للاستقراء) وذلك نحو: قعود وجلوس للهيئة المخصوصة، وبهتر وبحتر(١) للقصير، وصلهب وشوذب(٢) للطويل.
  وخالف في جواز وقوعه ثعلب وابن فارس، قالوا: وما يظن من المترادف من المتباين بالنظر إلى أصل الاشتقاق، وسبب الظن إطلاقهما على ذات واحدة، كالحنطة والقمح، فالحنطة اسم للذات والقمح صفة له(٣)، يقال: قامحت الناقة، إذا رفعت رأسها، سمي به هذا الحب لأنه أرفع الحبوب. وكالأسد والليث فإن الأسد اسم الذات والليث صفة له بمعنى كثرة الفساد، يقال: لاث يلوث، إذا أكثر الفساد. وكالإنسان والبشر فإن الإنسان موضوع له باعتبار الأنس أو النسيان، والبشر باعتبار بادي البشرة، وكالخمر والراح؛ لتغطية العقل
(قوله): «فصل: الترادف وقد عرفته» أي: عرفت حده اصطلاحاً بما أفاده التقسيم المتقدم، وهو أنه لفظ متعدد لمعنى واحد، وقد اكتفى المؤلف # عن تعريفه هاهنا بما تقدم، والشريف عرف الترادف بأنه توارد لفظين أو ألفاظ في الدلالة على الانفراد بحسب أصل الوضع على معنى واحد من جهة واحدة. فخرج بقيد الانفراد التابع والمتبوع[١]. وباعتبار أصل الوضع الألفاظ الدالة عل معنى واحد مجازاً، والتي تدل على بعضها[٢] مجازاً وبعضها حقيقة. وبوحدة المعنى ما يدل على معان متعددة كالتأكيد والمؤكد. وبوحدة الجهة الحد والمحدود.
(قوله): «قالوا: وما يظن من المترادف» يعني ما وقع فيه الالتباس لشدة الاتصال بين معانيه فظن أنها موضوعة لمعنى واحد.
(١) على وزن فعلل بضم الفاء واللام فيهما.
(٢) هما على وزن جعفر، ذكر معناه في ديوان الأدب.
(٣) في (ج): صفة لها.
[١] نحو عطشان نطشان، بخلاف تعريف المؤلف فهو داخل فيه. اهـ منه ح وغيره.
[٢] كلمة على غير موجودة في حاشية الشريف، والصواب سقوطها كما لا يخفى. (ح عن خط شيخه). إلا أن يكون مضافاً إلى ضمير المعاني. (من خط العلامة أحمد بن محمد السياغي).
[*] - عبارة الشريف: والتي يدل بعضها مجازاً وبعضها حقيقة.