[الشبه]
[الشبه]
  (ومنها) أي: من طرق العلة مسلك يسمى (الشبه)(١) لمشابهته للمناسب من وجه والطردي من آخر؛ لأنه وصف اعتبره(٢) الشارع في بعض الأحكام ولم تعلم مناسبته بالنظر إلى ذاته (وهو) واسطة (بين المناسب والطردي) لأن الوصف إن علمت مناسبته لذاته فمناسب، وإلا فإن التفت إليه الشارع فشبه، وإلا فطردي(٣) (وعرف) الشبه (بالمناسب بالتبع) لأن ما بالغير تابع لما بالذات
(قوله): «يسمى الشبه» اعلم أن الشبه الذي هو مسلك من مسالك العلة هو نفس المعنى المصدري، أعني المشابهة، فقوله #: لمشابهته، الضمير فيه للشبه بمعنى المشابه، وهو ما له المشابهة، أي: الوصف، ففيه استخدام، وكذا ضمير لأنه وصف اعتبره الشارع، وضمير عرف بالمناسب وبما يوهم المناسبة. وإنما لم يتعرضوا فيما ذكروه من التقسيم والتعريف للشبه بالمعنى المصدري لأنه أمر نسبي، فبمعرفة ما له الشبه - وهو الوصف - يعرف معناه، والله أعلم.
(قوله): «لأن ما بالغير» أي: ما مناسبته بالغير، وهو التفات الشارع إليه في بعض الأحكام «تابع لما» مناسبته «بالذات» أي: بالنظر إلى ذاته كالإسكار.
(١) بفتح الشين والباء الموحدة، ومعناه في الأصل المشبه، يقال: هذا شبه هذا وشبهه كما يقال مثله ومثيله ومثله، وهو بهذا المعنى يطلق على كل قياس؛ لأن الفرع لا بد أن يشبه الأصل، لكن قد غلب في الاصطلاح على هذا المسلك، وهو مصدر إن أريد به اللفظ الدال على العلية، واسم مصدر إن أريد به نفس العلة، فهو وصف بمعنى الشبه، كذا قيل. (فواصل).
(٢) فصل أبو زرعة في شرح الجمع هذا المعنى فقال: لأنه يشبه المناسب[١] لالتفات الشارع إليه، ويخالفه بأنه ليست فيه مناسبة عقلية. ويشبه الطرد لعدم المناسبة، ويخالفه باعتباره في بعض الأحكام، بخلاف الطرد فإن وجوده كالعدم.
(٣) الطردي وصف ليس بمؤثر ولا بمناسب ولا موهم للمناسبة، كقولهم في منع إزالة النجاسة بالخل: مائع لا تبنى القنطرة على جنسه فلا يرفع النجاسة كالزيت، وفي كون مس الذكر لا ينقض الوضوء: طويل مجوف فلا ينتقض الوضوء بلمسه كقصبة اليراع، ونحو ذلك، ويسمى إلغاء المناط، وتعطيل المناط، والطرد المهجور. ويحمل ما ذكره الهادي إلى الحق # في كتاب القياس وغيره من قدماء الأئمة $ من ذم القياس وأهله على الطرد ونحوه. ورد أئمتنا والجمهور الطردي مطلقاً؛ لأن التعليل به مجازفة، وقبله بعض الحنفية مطلقاً مع اطراده، والكرخي في الجدل لا العمل، وقيل: لا يقبل علة مستقلة، بل جزء علة لدفع النقض. (فصول).
[١] في المطبوع: المناسبة. والمثبت من شرح أبي زرعة.