هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[فصل: في الخبر المعلوم كذبه]

صفحة 297 - الجزء 2

[الكذب على رسول الله ÷]

  مسألة: ولا شك أن (الكذب على الرسول عليه) الصلاة و (السلام معلوم الوقوع) إما في الماضي وإما في المستقبل؛ وذلك (لقوله) ÷ فيما روي عنه: (سيكذب علي) فإن كان هذا الحديث كذباً فقد كذب عليه، وإن كان صدقاً لزم أن يقع الكذب.

  (وسببه) أي: الكذب عليه إما (النسيان) من الراوي⁣(⁣١)، بأن يسمع خبراً وطال عهده⁣(⁣٢) به فزاد أو نقص⁣(⁣٣)، أو ظنه⁣(⁣٤) من كلامه فعزاه إليه وليس من كلامه، ومن هذا النوع الذين امتحنوا بأولادهم⁣(⁣٥) أو وراقين لهم فوضعوا لهم أحاديث ودسوها عليهم فحدثوا بها من غير أن يشعروا، كعبدالله بن محمد بن ربيعة القدامي.

  (أو الغلط) بأن يريد أن ينطق بلفظ فيسبق لسانه إلى غيره ولم يشعر، أو يريد النقل بالمعنى فيبدل مكان ما سمعه ما لا يطابقه ظناً منه أنه يطابقه.


(قوله): «الذين امتحنوا بأولادهم» أي: كانوا لهم فتنة في دينهم.

(قوله): «أو وراقين لهم» أي: كاتبين لهم أي: لأهل الحديث في الأوراق (فوضعوا) أي: الأولاد والوراقون (لهم) أي: للمتحنين (فحدثوا) أي: الممتحنون.

(قوله): «من غير أن يشعروا» أي: الممتحنون بما فعله أولادهم والوراقون.


(١) وعبارة المحلي في شرح الجمع هكذا: من الراوي لما رواه فيذكر غيره ظاناً أنه المروي.

(٢) عبارة الزركشي: فربما حمل النسيان على ما يخل بالمعنى أو رفع ما هو موقوف أو نحو ذلك.

(٣) يحقق جعل النقص من الكذب، ويحقق جعل الزيادة من النسيان، ولعلها تدخل في قوله: أو ظنه من كلامه. (من خط القاضي محمد بن إبراهيم السحولي).

(٤) ينبغي أن يكون عطفاً على قوله: زاد. تأمل. (سيدنا علي البرطي |).

(٥) أي: كان لهم أولاد غير ثقات يدخلون في صحف حديثهم ما ليس منها، كربيب حماد بن سلمة فإنه أدخل في حديثه تمرة طيبة وماء طهور، وحدث به حماد مع غفلته أنه يدخل في حديث سماعه. (من تهذيب المزي). وأما الوراقون فكان بعض المحدثين يدفعون نسخ السماع إليهم فيدخلون فيها لقلة أمانتهم ما ليس مسموعاً. (من تهذيب المزي).