هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[عكس النقيض]

صفحة 231 - الجزء 1

[عكس النقيض]

  (عكس النقيض: تبديل نقيضي الطرفين مع بقاء الصدق والكيف) عكس النقيض يطلق على المعنيين⁣(⁣١) أيضاً. والمراد من تبديل نقيضي الطرفين جعل كل من نقيضي الطرفين مكان الطرف الآخر بعد تبديله⁣(⁣٢) بنقيضه، كأنك جعلت مكان كل طرف نقيضه⁣(⁣٣) ثم بدلت كلاً من النقيضين بالآخر. والمراد من بقاء الصدق والكيف ما عرفت في تعريف العكس المستوي.

  (وحكم الموجبات) كلية كانت أو جزئية (هنا) أي: في عكس النقيض


(قوله): «عكس النقيض» أي عكس نقيض طرفي الأصل، لا عكس عينهما فقد عرفته. ولعكس النقيض تعريفان للقدماء والمتأخرين، عرفه القدماء بما ذكره المؤلف #، وسيأتي تعريف المتأخرين إن شاء الله تعالى قريباً في كلام المؤلف #.

(قوله): «جعل كل من نقيضي الطرفين مكان الطرف الآخر» بأن يجعل نقيض الأول مكان عين الثاني، ونقيض الثاني مكان عين الأول. قال بعضهم: ولا يخفى قصور العبارة⁣[⁣١] عن تأدية هذا المعنى، وينظر في فائدة قوله⁣[⁣٢]: بعد تبديله.


(١) والمراد هنا هو التبديل.

(٢) في بعض الحواشي: لا يحتاج إليه؛ لأنه قد دخل في قوله: (جعل كل من نقيضي الطرفين مكان الآخر). اهـ وانظر ما في الهامش على سيلان.

(٣) قوله: كأنك جعلت مكان كل طرف نقيضه، وهذا هو المناقضة، وقوله: ثم بدلت ... إلخ، وهذا هو العكس.


[١] لا قصور في عبارة المؤلف #؛ لأن مراده أن التبديل بين النقيضين؛ بدليل قوله: مكان الطرف الآخر بعد تبديله بنقيضه، وقوله: كأنك جعلت ... إلخ، لا ما فسره به المحشي من جعل نقيض الأول مكان عين الثاني والعكس. وقول المحشي: «وينظر في فائدة قوله: بعد تبديله» لا وجه للتنظير؛ إذ الضمير في قوله: «بعد تبديله» يعود إلى الطرف الآخر، فليس بمستدرك، فتأمل. (إملاء ح عن خط شيخه).

[٢] لعل فائدته التنبيه على تأخر جعل النقيض مكان الطرف عن التبديل، يدل عليه ما بعده: كأنك جعلت ... إلخ. (حسن مغربي).

ولفظ حاشية: لعله يقال: فائدته الإشارة إلى بيان وجه التسمية، وذلك بإفادة تقديم اعتبار التناقض على العكس، بأن يلاحظ أولاً حصول نقيضي الطرفين ثم العكس، بأن يوقع عليهما، ولعدم تنبه المحشي | لفائدة «بعد تبديله» قصرت عبارته عن بيان مراد الشارح قدس سره وحل عبارته حيث قال: بأن يجعل نقيض الأول ... إلخ، وكان الصواب أن يقول: بأن يجعل نقيض الأول مكان نقيض الثاني ونقيض الثاني مكان نقيض الأول، وقد بين الشارح هذا المعنى أتم بيان بقوله: كأنك جعلت ... إلخ، فخفاؤه على المحشي عجيب. (سيدي إسماعيل بن محمد ح).