النوع السابع من الاعتراضات: [القول بالموجب]
النوع السابع من الاعتراضات: [القول بالموجب]
  ما يرد على قول المعلل: وذلك هو المطلوب، فيقول المعترض: لا نسلم، بل النزاع باق؛ لأن الدليل منصوب في غير المتنازع، وهو سؤال واحد، وهو (القول بالموجب)(١) وقد يسمى عدم تمام التقريب، وهو من السؤالات العامة لجميع الأدلة، وحاصله (تسليم المدلول مع بقاء النزاع) ويرد لوجوه ثلاثة(٢)؛ لأنه إما أن يرد (لاستنتاج المستدل من الدليل(٣) ما يتوهم أنه المتنازع أو ملازمه) والأمر بخلاف ذلك، نحو أن يقال في القتل بالمثقل: قتل بما يقتل به غالباً فلا ينافي القصاص كالقتل بالحرق(٤)، فيقول الحنفي: ذلك مسلم، ولكن عدم
(قوله): «عدم تمام التقريب» التقريب: هو سوق الدليل على وجه يستلزم المطلوب، وبعبارة أخرى: تطبيق الدليل على المدعى.
(قوله): «تسليم المدلول» أي: مدلول الدليل.
(قوله): «لاستنتاج» هذا في المتن علة لتسليم المدلول، وفي الشرح تفصيل لوروده على وجوه ثلاثة، والمعنى متقارب، وقد أشار المؤلف # إلى الثلاثة الأقسام بذكر لفظ «يرد» في كل قسم، وعبارة شرح المختصر: ويقع على وجوه ثلاثة: الأول: أن يستنتج المستدل ... إلخ.
(١) بفتح الجيم أي: بما أوجبه دليل المستدل واقتضاه، والموجب بكسرها هو الدليل، وهو غير مختص بالقياس، وقد وقع في قوله تعالى: {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: ٨]، أي: إذا أخرج الأعز الأذل فأنتم المخرجون بفتح الراء؛ لأن العزة لله ولمن أعزه الله، وأنتم الأذلاء. (طبري على الكافل). وفي السبكي: أي: صحيح ما تقولون من أن الأعز يخرج الأذل، والنزاع باق، فإن العزة لله ولرسوله، فالله ورسوله يخرجانكم. اهـ منه.
(*) أي: الاعتراف بما أوجبه الدليل، وليس القول بالموجب هو الاعتراض، إنما الاعتراض منع كون ما أوجبه الدليل هو مطلوب المستدل الذي هو محل النزاع. (جلال).
(٢) عبارة شرح ابن جحاف: ويرد على وجوه ثلاثة، ثم قال: أحدها: أن يستنتج المستدل من قياسه ما يتوهم أنه محل النزاع أو ملازمه فيرد القول بالموجب، بأن يقول المعترض: ذلك مسلم ولكن مطلوبك غيره، فالنزاع باق.
(٣) أي: لاستنتاج المستدل من الدليل، وعبارة الجلال على المختصر: أي: لجعل نتيجة الدليل ما يتوهم إلخ.
(٤) من حرق النار، هكذا في النقود والردود، وفي المصباح ما لفظه: الحرق بفتحتين اسم من إحراق النار، ويقال للنار نفسها.
(*) وفي نسخة: بالخرق بالخاء المعجمة، والراء الساكنة. (عن خط بعض العلماء).