هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الوجوه التي يعرف بها المجاز]

صفحة 479 - الجزء 1

[الوجوه التي يعرف بها المجاز]

  (مسألة: ويعرف المجاز بوجوه) أي: خواص يتميز بها عن الحقيقة، فمنها: (ضرورية⁣(⁣١)) أي: يعرف بها المجاز ضرورة، نحو: تصريح أهل اللغة⁣(⁣٢) باسمه، كأن يقولوا⁣(⁣٣): هذا اللفظ مجاز، أو بحده كأن يقولوا⁣(⁣٤): هذا اللفظ مستعمل في غير ما وضع له مع المصحح والصارف⁣(⁣٥).

  فإن قلت: الكلام في حصول المعرفة الضرورية، وكون معرفته حاصلة بالحد ينافي كونها ضرورية.

  قلنا: المراد⁣(⁣٦) فيما إذا كانت معرفته من الحد تعليمية بأن يلقى إليك الحد فتعرفه؛ إذ لو كانت فكرية فهي نظرية، وليس الكلام فيه.


(قوله): «وكون معرفته حاصلة بالحد ينافي ... إلخ» لم يذكر الخاصة في هذا الإيراد، والكلام فيها أيضاً كالكلام في الحد، وقد صرح بذلك بعض أهل الحواشي.

(قوله): «إذ لو كانت فكرية» أي: مستخرجة بالفكر وحركة النفس في الذاتيات والعرضيات لا بإلقاء أهل اللغة وتعليمهم فهي نظرية، أي: لا ضرورية، وقيل: في عبارة المؤلف تكرار⁣[⁣١]؛ لأنها في معنى لو كانت نظرية فهي نظرية، وعبارته # هي كما في الجواهر.


(١) وضعية. اهـ وقوله: «يعرف المجاز بها ضرورة» أي: بدون الانتقالين. (فصول بدائع).

(٢) عبارة فصول البدائع: كتصريح أهل اللغة باسمها يعني الحقيقة والمجاز أو أحدهما أو خاصيتهما، وليس في الأخيرين إلا الانتقال الثاني مع أنهما كاسبان للتصور لا للتصديق بالحقيقة أو المجازية.

(٣) في المطبوع: يقول.

(٤) في المطبوع: يقول.

(٥) المصحح العلاقة، والصارف أي عن إرادة المعنى الحقيقي هو القرينة.

(٦) قوله: قلنا المراد ... إلخ: حاصل الجواب المذكور هنا وفي العضد: أن الحد إذا ألقاه إليك أهل اللغة أي جماعة كثيرة منهم كان قبول رواية متواترة يفيد الضرورة قطعاً، وإن استخرجت الجنس والفصل بذهنك كان كسباً، والفرق بين الرأي والرواية واضح. (من خط السيد العلامة عبدالقادر بن أحمد).


[١] الظاهر عدم التكرار؛ إذ تقديره إذ لو كانت حاصلة بالفكر وحركة النفس فهي نظرية فتأمل. (عن خط شيخه).