[ذكر سبب التأليف]
[ذكر سبب التأليف]
  
  يقول العبد(٢) الفقير إلى الله ø،
[مقدمة حاشية سيلان]
الحمد لله الذي أفاض علينا من إنعامه غاية السؤل، ودلنا على معرفته وتوحيده بهداية العقول، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلاة نبلغ بها منتهى السعادة، وننال بها من واسع فضله الحسنى وزيادة، وعلى آله الذين رفعوا أصول الشريعة وشيدوا منارها، وأشعوا بين الأمة أشعتها وأنوارها، وبعد:
فإن الشرح المشهور الموسوم بهداية العقول لمولانا العلامة السيد المحقق الشهير، المتقن الحافظ النحرير، إمام أرباب التحقيق، قدوة الأفاضل من أهل التدقيق، شرف المعالي والمكارم، الحسين بن مولانا الإمام القاسم، رفع الله درجتهما في عليين مع سلفهما من السابقين والمقتصدين، قد احتوى على زبدة نتائج أنظار المحققين، وانطوى على خلاصة أفكار المدققين، فلذا اعترف بسمو همته الحذاق، ووضعوا فرائده على الأحداق، وساروا بذكر علو أمره في الآفاق.
وكان مفتقراً في مظان اللبس والارتياب إلى تعليق حواش تزيل الاشتباه وتميط الحجاب، فبعثني داعي التوفيق إلى سلوك هذه الطريق، مع نداء قصوري علي بقلة البضاعة، وتأخري في مضمار هذه الصناعة، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
قال المؤلف #: «يقول العبد ... إلخ»: إن لم يقدر للبسملة متعلق فالظاهر التعلق بهذا الفعل[١]، والمعنى مع ذاك ظاهر، وإن قدر متعلق الباء فعلاً غائباً مسنداً إلى العبد، أي: بسم الله يبتدئ أو يشرح، يقول العبد: كان - من باب التنازع؛ لصحته بغير عطف بين عاملين، وقد مثل له نجم الأئمة بقوله: جاءني لأكرمه زيد، وكاد يخرج زيد، وغير ذلك كما هو معروف =
(١) قال السيد عيسى الصفوي | في صدر شرحه على الكافية في النحو ما لفظه: والباء - أي: من (بسم الله) - للملابسة أو الاستعانة، ولا يبعد أن تكون للتعدية، أي: اجعله بداية، بل هو أقرب فتدبر. اهـ كلامه. قال السيد عمر البصري |: لعل وجه الأقربية كون التعدية يقتضي جعله جزءاً، وهو أبلغ في التيمن المقصود من الأمر بالبدئية مع استلزامه لتحقق الملابسة والاستعانة دون العكس؛ إذ الجزء ملابس للكل ويستعان به في تحققه؛ لأنه بعض العلة المادية.
(٢) اختار لفظ العبد مع ما فيه من الخضوع توطئة لصفة الفقير المنبي عن الاحتياج؛ ولذا عداه بـ (إلى)؛ إذ العبد محتاج لا يملك شيئاً. ذكره علي بن صدر الدين بن عصام الدين.
[١] والظاهر فساد المعنى بهذا الاعتبار؛ إذ يقول لها تعلق بقوله بعد حمد الله، فيصير المعنى يقول: بعد حمد الله بسم الله، وهو خلاف الظاهر. اهـ سيدي أحمد بن محمد إسحاق ح.