هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[المعنى الحقيقي للمشتق]

صفحة 386 - الجزء 1

[المعنى الحقيقي للمشتق]

  مسألة: اختلف (في معناه⁣(⁣١) الحقيقي) أي: في المعنى الذي وضع له المشتق على (ثلاثة) أقوال: أولها وهو قول الجمهور⁣(⁣٢): (اشتراط بقاء المعنى) فلا يكون الضارب حقيقة في غير المباشر للضرب.


(قوله): «في المتن في معناه الحقيقي ثلاثة» في العبارة إيهام أن المراد في بيان معناه الحقيقي ثلاثة، لا سيما مع قوله في الشرح: أي في المعنى الذي وضع له المشتق، وليس كذلك؛ إذ لا يلائمه قوله: اشتراط بقاء المعنى؛ إذ يكون المعنى في بيان معناه أقوال هي اشتراط البقاء وعدمه ... إلخ، وليس ذلك هو المراد⁣[⁣١]. وعبارة ابن الحاجب وشراح كلامه: اشتراط بقاء المعنى في كون المشتق حقيقة فيه مذاهب: أحدها: اشتراطه، وثانيها: نفيه، وثالثها: أنه إن كان البقاء ممكناً اشترط وإلا فلا. وهي عبارة يظهر بها ما قصد المؤلف #.

(قوله): «بقاء المعنى» أي: المعنى⁣[⁣٢] المشتق منه⁣[⁣٣]، فاللام للعهد إشارة إلى قوله سابقاً⁣[⁣٤]: ومعناه.


(١) على تقدير مضاف، أي: في بقاءمعناه.

(*) جعل بعضهم محل الخلاف فيما إذا لم يطرأ على المحل ما يناقضه كالقاتل والسارق فيبقى صدق المشتق على قوله: فإذا طرأ عليه ما يضادده واشتق له منه اسم غير المشتق الأول فحينئذ لا يصدق المشتق الأول قطعاً، كاللون إذا قام به البياض يسمى أبيض، فإذا اسود لا يقال في حالة السواد: إنه أبيض بالإجماع، وهذا متجه، وكلام الآمدي في أثناء الحجاج يدل عليه، وإن كان الجمهور أطلقوا الخلاف. هذا كلام الزركشي في شرح المنهاج، قال فيه: والحق أن اسم الفاعل لا دلالة له على زمن الخطاب البتة، بل مدلوله شخص متصف بصفة صادرة منه لا يعرض له الزمان كما هو شأن الأسماء كلها، وإذا لم يدل على الزمان الأعم من الحال فلأن لا يدل على الحال الأخص منه أولى، وإنما جاء الفساد من جهة أنهم فهموا من قولنا: زيد ضارب أنه ضارب في الحال، فاعتقدوا أن هذا لدلالة اسم الفاعل عليه، وهو باطل؛ لأنك تقول: هذا حجر وتريد انساناً فيفهم من⁣[⁣٥] الحال أيضاً مع أن الحجر والإنسان لا دلالة لهما على الزمان. اهـ وهذا من تحقيق والد المصنف.

(٢) نقل في جمع الجوامع: عن الجمهور قولاً رابعاً هو اشتراط بقاء المعنى إن أمكن وإلا فآخر جزء.


[١] يقال: الاختلاف في الاشتراط هو اختلاف في معناه الحقيقي فلا يرد ما ذكره. (ح عن خط شيخه).

[٢] عبارة الشريف: أي معنى المشتق منه.

[٣] أي: المعنى الذي للمشتق منه. (ح عن خط شيخه).

[٤] في أول الفصل في تحقيق الاشتقاق من قوله: ومناسبته في المعنى.

[٥] في البحر المحيط للزركشي: منه.