فصل: في بيان أقسام للألفاظ تتمايز بتمايز معانيها
  أمر قائم بمرفوعها، بل على نسبة شيء ليس مدلولها إلى موضوع ما، ولذا قيل: إنها إنما سميت أفعالاً ناقصة لدلالتها على معان غير تامة، أي: لا يصح أن يخبر
= قال في شرح المطالع وحواشيه للشريف: الكلمة إما حقيقية إن دلت على حدث - أي: أمر يقوم بالفاعل - ونسبة ذلك الحدث إلى موضوع ما[١] وزمان تلك النسبة[٢] كضرب.
وإما وجودية إن دلت على الأخيرين فقط، بمعنى أنها لا تدل على أمر قائم بمرفوعها، بل على نسبة شيء ليس هو مدلولها إلى موضوع ما وعلى الزمان، ككان فإنه لا يدل على الكون مطلقاً[٣] بل على كون شيء شيئاً[٤] لم يذكر[٥] بخلاف الكلمة الحقيقية فإنها تدل على نسبة شيء هو مدلولها إلى موضوع ما[٦] وعلى زمان تلك النسبة.
وإنما سميت وجودية إذ ليس مفهومها إلا وجود نسبة في زمان ويسميها أهل العربية أفعالاً ناقصة لانحطاطها عن درجة الأفعال الحقيقية التامة بنقصان مدلول واحد، أو لأنها لا تفيده فائدة تامة بمرفوعاتها، بخلاف سائر الأفعال، وهذا أنسب بنظرهم[٧]. انتهى.
(قوله): «ولذا قيل: إنها إنما سميت» أي: لما ذكرنا من أنها لا تدل على أمر قائم بمرفوعها ... إلخ قيل»: أي: قال أهل العربية: «إنها سميت ناقصة لدلالتها على معان غير تامة» لأن هذا القول هو حاصل ما ذكرنا من أنها لا تدل على أمر قائم بمرفوعها ... إلخ كما عرفت، لكن كان المناسب لما ذكره في شرح المطالع عن أهل العربية أن يقول المؤلف في تفسير قول أهل العربية: أي غير وافية بما تدل عليه الأفعال التامة؛ فإن قول المؤلف: أي لا يصح أن يخبر بها مبني على تعريف الحرف بما ذكره شارح الشمسية، مع أن معنى عدم تمامها هو النقصان لا عدم صحة الإخبار بها، وكأنه # هو حاول تمام الاعتراض ففسر عدم تمامها بعدم صحة الإخبار بها وإن لم يكن الحرف في كلامه معرفاً بذلك.
[١] وهذا معنى تقرير الفاعل على صفة. (شرح مطالع). فإنها إذا كانت موضوعة لذلك التقرير دلت بالمطابقة عليه فقط وكانت الصفة خارجة عنها كالفاعل. (شريف).
والمراد بالتقرير تقرير نسبة القيام إلى زيد مثلاً في: كان زيد قائماً وتحققها، فكان القيام خارج عنها كزيد. اهـ من حواشي الحاشية. قول المحشي: وهذا ... إلخ أي: الذي ذكرناه من دلالتها على معنى ثبوت شيء [قائم به][٠] خارج عن مدلولها إلى موضوع ما هو معنى ما قيل من أنها وضعت لتقرير الفاعل ... إلخ. (شريف على المطالع).
[٠] ما بين المعقوفين غير موجود في حاشية الشريف.
[٢] أي: يدل على تلك النسبة في أي زمان من الأزمنة. (من حواشي شرح المطالع). وقوله: كضرب فإنه يدل على الضرب[٠] ونسبته إلى موضوع وزمانها الماضي، وفيه استدراك[٠٠] لاعتبار النسبة في مفهوم الحدث. (شرح مطالع).
[٠] قوله: يدل على الضرب وهو أمر يقوم بالفاعل. (من شرح المطالع).
[٠٠] وقوله: وفيه استدراك لأن الحدث ليس عبارة عن المعنى مطلقاً، وإلا لكان كل معنى حدثاً وكانت الكلمات الوجودية دالة على الحدث، وليس كذلك، بل الحدث معنى منسوب إلى الفاعل بأنه قائم به، فيكون مشتملاً على النسبة إلى موضوع ما. (سيد على المطالع).
[٣] أي: على كون شيء ووجوده في نفسه وإلا كان فعلاً تاماً من الكلمات الحقيقية. (سيد على شرح المطالع ح).
[٤] أي: كون زيد قائماً. (شريف ح).
[٥] لم يذكر بعد. (شرح مطالع). أي: بعدما تذكر كان. (من حواشيه). وفي حاشية: أي لم يذكر ما دام تذكر كان، فلا يكون [أي: الكون] داخلاً في مفهومه. (سيد على المطالع ح).
[٦] كما مر في مثال ضرب. (شريف ح).
[٧] إذ لا يسمون أفعال المدح والذم ناقصة مع نقصان مدلولها عن غيرها بالزمان. (عصام ح).