(الباب الأول في الأخبار)
  وفيه بالإسناد إلى ابن عباس(١) ® في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ...} الآية نزلت في علي بن أبي طالب #، أُمِر النبي ÷ بأن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله ÷ بيد علي فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
  وفي تفسير الثعلبي في قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ١}(٢) [المعارج] سئل سفيان بن عيينة عن قول الله ø: «سأل سائل بعذاب واقع» فيمن نزلت؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، حدثني جعفر بن محمد عن آبائه $ قال: لما كان رسول الله ÷ بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ الحارث بن النعمان الفِهْري فأتى رسول الله ÷ على ناقته حتى أتى الأبطح فنزل عن ناقته وأناخها وعقلها ثم أتى النبي ÷ وكان في ملأ من أصحابه فقال: يا محمد، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلناه منك، وأمرتنا أن نحج البيت فقبلناه منك، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضَبْعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، أهذا شيء منك أم من الله؟ فقال: «والذي لا إله إلا هو إنه من أمر الله» فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم
(قوله): «في قوله تعالى: سأل سائل» هي مكية، وما نزل بعد الهجرة مدني.
(قوله): «حتى أتى الأبطح» تحقق هذه الرواية، ولعله غير[١] أبطح مكة.
(١) ورواه المرشد بالله في أماليه. [وأورده أبو بكر بن خلاد النصيبي في أحاديثه (١/ ٦٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٢/ ٢٣٧)].
(٢) أورد هذه الرواية سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى: ٧٧٥ هـ) في كتاب اللباب في علوم الكتاب (١٩/ ٣٥٠)، مع غيره من الأقوال في تفسير: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ١}.
[١] (قوله): «ولعله غير أبطح مكة» أراد أبطح المدينة، فهو مستعمل في معناه الجنسي. والأبطح: مسيل متسع فيه دقاق الحصي، وأما معناه العلمي فهو أبطح مكة.