هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الباب الثاني: في الأوامر والنواهي]

صفحة 525 - الجزء 2

  كان بالنسبة إليه حراماً، فيكون مشتملاً على التحريم باعتبار الخصوص والتحقير باعتبار العموم، فليتأمل.

  (وبيان العاقبة) كقوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا ...} الآية⁣(⁣١) [إبراهيم: ٤٢].

  (واليأس⁣(⁣٢)) كقوله تعالى: {لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ}⁣[التحريم: ٧].

  وقد عد بعضهم معاني غير ما ذكرناه، كالتسوية كقوله تعالى: {فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا}⁣[الطور: ١٦].

  والأدب كقوله تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}⁣[البقرة: ٢٣٧]، وهذا راجع إلى الكراهة؛ لأن المراد: لا تتعاطوا أسباب النسيان، فإن النسيان لا يدخل تحت القدرة حتى ينهى عنه.

  والتحذير كقوله تعالى: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٠٢}⁣[آل عمران]، وهذا أيضاً راجع إلى التحريم؛ إذ المراد: لا تتركوا الإسلام، بل أديموه إلى الموت حتى لاتموتوا إلا وأنتم مسلمون.

  والاحتقار نحو: {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}⁣[التوبة: ٦٦]، والمراد تحقير شأن المخاطب بهذا النهي، ولعله راجع إلى اليأس.

  والالتماس كقولك لمن يساويك: لا تفعل كذا، وقد سبق نظيره في الأمر.

  إذا عرفت ذلك فالصيغة (حقيقة في الأول) وهو التحريم لا غير، وهذا هو أصح المذاهب، وبه قال أئمتنا $ والجمهور.


(قوله): «والتحقير باعتبار العموم» فيكون اللفظ مراداً به المعنى الحقيقي والمجازي، قلت: ولا مانع من ذلك لوروده في كتاب الله تعالى⁣[⁣١].


(١) ونحو: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ}⁣[آل عمران: ١٦٩]، أي: عاقبة الجهاد الحياة لا الموت. اهـ محلي بلفظه.

(٢) في حاشية: أي الإيناس.


[١] في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ}⁣[التوبة: ١٨] ... إلخ. (ح).