هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 15 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  

  الحمد لله رب العالمين، الأول فلا شيء قبله، والآخر فلا شيء بعده، تفضَّل علينا بجلائل النعم ودقائقها، وظاهرها وخفيها، {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢}، والصلاة والسلام على هذا الرسول الأمين الذي زكّى الله به كل من اتبعه وأطاعه من المخلوقين، سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله الهداة، سفن النجاة، قرناء الكتاب، وأمناء رب الأرباب، من تبعهم أمن من الضلال، ومن تخلف عنهم هوى في أودية الوبال، وبعد:

  فإننا إذ نقدم للقراء الكرام من العلماء والمتعلمين كتاب (هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول)، تأليف إمام المحققين الأعلام الحسين بن القاسم بن محمد $، نشير إلى نبذة يسيرة عن الكتاب ومؤلفه والفن الذي يختص به؛ فنقول متوكلين على من له الحول والطول:

  إن علم أصول الفقه من العلوم التي أولاها المسلمون - بشتى طوائفهم - اهتماماً كبيراً؛ لأن موضوعه يمس التعاليم الدينية العملية بشقيها العبادات والمعاملات، فالموضوعات الفقهية التي يحتاجها كل فرد، عالم أو متعلم هي نتاج لبحث العلماء في الأدلة الشرعية واستخراج الأحكام منها، ولا يتقن ذلك إلا من يعرف هذا العلم.

  ومن أراد معرفة المراحل التي مرت بها علوم الشريعة الإسلامية وما يخدمها من علوم اللغة وغيرها - سيلاحظ أنها بدأت تتشكل تدريجياً؛ فإن من قرأ السيرة النبوية وكُتُبَ التاريخ سيرى كيف تعامل المسلمون مع الآيات القرآنية والسنة النبوية، وكيف بدأ النبي ÷ بوضع الأسس والأصول الدينية الهامة فبدأ بإخراجهم من ظلمات الشرك والجهل إلى عبادة الله والانقياد له، ثم