[فصل: في ذكر العام]
  المخرج أو لا، والأصل عدمه، فيبقى على الأصل ويعمل به إلى(١) أن يعلم بالقرينة أن الدليل المخصص معارض للعام، وإنما يكون معارضاً عند العلم به. انتهى.
  ونقل ابن الساعاتي العمل به عن بعض الحنفية، وكذا صاحب اللباب وأبو زيد وغيرهم، وحكاه أبو الحسين القطان عن بعض الشافعية(٢). والقول به في غاية البعد(٣)؛ لأن إخراج المجهول من المعلوم يصير المعلوم مجهولاً(٤).
  (و) المختار أن (المخصص بمبين حجة) في الباقي، وهو قول الجمهور.
  (وقيل: لا) يكون حجة فيما بقي، وإليه ذهب أبو ثور وعيسى بن أبان(٥).
  (وقيل:) إنه يبقى (حجة في أقل الجمع(٦)) اثنين أو ثلاثة على الخلاف فيه، لا في الزائد على ذلك.
(قوله): «إلى أن يعلم بالقرينة أن الدليل المخصص» بكسر الصاد «معارض للعام» المذكور في شرح الجمع أنه يعمل بالعام إلى أن يبقى فرد، وكأنه مراد المؤلف #: بقوله وإنما يكون معارضاً عند العلم به.
(قوله): «المخصص بمبين حجة ... إلخ» قال في شرح الجمع: لك أن تقول: هذه المسألة هي التي قبلها: إلا أنه عبر هناك بأنه حقيقة أم لا وهنا بأنه حجة أم لا، ولا فرق بينهما، ثم قال: وجوابه أن هذه مرتبة على تلك، والخلاف هنا متفرع[١] على القول هناك بأنه مجاز، فأما إذا قلنا: إنه حقيقة فهو حجة قطعاً، قال: وكان ينبغي الإفصاح عن ذلك لدفع الإيهام.
(قوله): «وقيل لا يكون حجة» بل يبقى مجملا كما سيأتي في كلام المؤلف #، ذكره في شرح الجمع.
(١) في المطبوع: إلا أن يعلم.
(٢) عبارة فصول البدائع هكذا: الرابعة: في أن العام المخصص حجة ظنية فيما بقي كغير المخصص عند الشافعي سواء كان المخصوص معلوماً كالمستأمن من المشركين أو مجهولاً كأن يقال: هذا العام مخصوص.
(٣) في حاشية: دليله قصة نوح # حيث قيل له: {وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ}[هود: ٤٠]، فقال: {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي}[هود: ٤٥]، فعاتبه الله ذلك العتاب والله أعلم لأنه تمسك بالمجهول.
(٤) وبعد البيان يكون حجة، وذلك ظاهر. (إملاء).
(٥) أبان كسحاب مصروفة، ابن عمرو وابن سعيد ومحدثون. (قاموس من فصل الهمزة وباب النون). وفي شرح ابن يعيش على المفصل: أبان لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل، وأصله أبين فقلبت الياء ألفاً لانقلابها في الماضي المجرد وهو «بان»، وقال قوم: هو منصرف ووزنه فعال.
(٦) قول ساقط مبني على توهم أن دلالة العام من دلالة الكل على الأجزاء لا من دلالة الكلي على الجزئيات. (نظام فصول للجلال).
[١] لا يطرد له ذلك في جميع الأقوال فتأمل. (منه ح).