[الباب الثالث: العموم والخصوص]
  ثالثها: أنه داخل إن كان من الجنس نحو: «بعتك الرمان إلى هذه الشجرة» والواقع أنها رمانة، وإلا فلا، وهذا محكي عن المبرد.
  رابعها: يدخل إن لم يكن معه «من»، بخلاف نحو: «بعتك من هذا الجدار إلى هذا الجدار».
  خامسها: أنه إن اقترن بـ «من» لم يدخل، وإلا احتمل الأمرين، وهذا القول عزاه الجويني إلى سيبويه، وأنكر ابن خروف عزوه إليه.
  سادسها: أنه إن تميز عما قبله بالحس مثل: {أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}[البقرة: ١٨٧] كان حكمه مخالفاً لحكم ما قبله، وإن لم يتميز حساً كان داخلاً، مثل المرافق فإنها لا تنفصل عن اليد بمفصل محسوس غير مشتبه بما قبله كانفصال الليل من الصيام، وهو اختيار الإمام الرازي(١).
  (وقد يتحد كل) واحد (منها) أي: من الغاية (و) كل واحد(٢) من (ما قيد بها) وهو المغيا (و) قد (يتعدد) كل واحد منهما أيضاً إما (جمعاً و) إما (بدلاً) فهذه تسعة أقسام؛ لأن المغيا إما أن يكون متحداً نحو: «اقتلوا أهل الكتاب»، أو متعدداً على جهة الجمع نحو: «اقتلوا اليهود والنصارى»، أو متعدداً على جهة البدل نحو: «اقتلوا اليهود أو النصارى»، فهذه ثلاثة أقسام، يجيء مثلها في الغاية نحو: «حتى يعطوا الجزية، حتى يذلوا ويعطوا الجزية، حتى يسلموا أو يعطوا الجزية».
  فإذا جعل كل واحد من أقسام الغاية مع كل واحد من أقسام المغيا حصلت تسعة أقسام، والحكم في ذلك واضح، فإن مقتضى ما مثلناه وجوب استمرار القتل للطائفة أو للطائفتين أو لإحداهما إلى أن تحصل الغاية أو الغايتان أو إحداهما.
(قوله): «إلى هذا الجدار» فلا يدخل.
(قوله): «وإلا احتمل» فيمتاز عن الرابع.
(١) سابعها وبه قال بعض الحنفية: إن كان المغيا عيناً أو وقتاً فلا يدخل، وإن كان غيرهما دخل، كقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ}[البقرة: ٢٢٢]؛ لأن الغاية هنا فعل، والفعل لا يدخل بنفسه ما لم يفعل، وما لم توجد الغاية لا ينتهي المغيا، فلا بد من وجود الفعل الذي هو غاية للنهي لانتهاء النهي فيبقى الفعل داخلاً في النهي. (شرح ألفية البرماوي).
(٢) كل واحد هنا لا أصل له. (من أنظار الحبشي). وقد شكل عليه في بعض النسخ، وعليه ما لفظه: وجه التشكيل أن الكلية إنما هي بالنسبة إلى كل من الغاية وما قيد بها، لا بالنسبة إلى الغاية وأفراد ما قيد بها.