الباب الرابع من المقصد الرابع: (في المجمل والمبين)
  هذا كلام الإمامين، وبه يتبين محل النزاع، وأن تعجب البرماوي من ابن الحاجب حيث جرى في المخصصات على تخصيص الأقوى بالأضعف في غالب المسائل واشترط هنا كون بيان الظاهر أقوى - غيرُ مستغرب(١)؛ لأنه إن أراد بالقوة القوة في الدلالة من غير نظر إلى الطريق فلا معنى للاشتراط؛ لأن الخاص من حيث هو خاص أقوى في الدلالة على محل الخصوص من العام من حيث هو عام، وهكذا الكلام في المقيد والمطلق، وإن أراد بها القوة في الطريق تناقض كلامه(٢).
(قوله): «هذا كلام الإمامين» أبي الحسين والرازي.
(قوله): «وبه يتبين محل النزاع» بأن الخلاف في كون اللفظ معلوماً، فيكون المراد قوة الطريق لا الدلالة.
(قوله): «وأن تعجب البرماوي» خبر أن قوله: غير مستغرب؛ إذ هو وارد على ابن الحاجب فلا بعد فيه.
(قوله): «لأنه» أي: لأن ابن الحاجب.
(قوله): «فلا معنى للاشتراط» أي: لاشتراط ابن الحاجب كون بيان الظاهر أقوى.
(قوله): «لأن الخاص من حيث هو خاص أقوى في الدلالة» فلا يحتاج إلى الاشتراط؛ لأن ذلك معلوم.
(١) إذ هو موضع تعجب.
(٢) لأنه قد أجاز في التخصيص تخصيص الأقوى بالأضعف، والتخصيص بيان، واشترط في الظاهر كون البيان أقوى من المبين، فما أجازه في بيان العام ينقض ما شرطه في بيان الظاهر والعكس، وهو ظاهر.