هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

التصورات

صفحة 169 - الجزء 1

  واعلم أن للنوع معنى غير السابق، وهو الماهية المقول عليها وعلى غيرها الجنس في جواب ما هو، والمراد بالماهية ما يجاب به عن السؤال بما هو، فلا يدخل الشخص⁣(⁣١) والصنف؛ إذ لا يصح أن يجاب بشيء منهما عن السؤال بما هو. وهذا يقيد بالإضافي، والأول بالحقيقي.


(قوله): «واعلم أن للنوع معنى غير السابق» يعني أنه يقال بالاشتراك اللفظي على ما سبق وعلى الماهية المقول عليها وعلي غيرها الجنس، كالإنسان مثلاً فإنه ماهية يقال عليها وعلى غيرها كالفرس الجنس كالحيوان، فقولنا: المقول عليها وعلى غيرها الجنس يخرج به الجنس العالي كالجوهر؛ إذ لا يقال عليه وعلى غيره جنس؛ إذ ليس فوقه جنس. وقولنا: «في جواب ما هو» يخرج الفصل والخاصة والعرض العام.

(قوله): «والمراد بالماهية ما يجاب به عن السؤال بما هو» ذكر الدواني أن للماهية معنيين مشهورين، أحدهما: ما به الشيء هو هو، والآخر: ما يجاب به السؤال بما هو، وهي بالمعنى الأول لا تستلزم الكلية أصلاً فضلاً عن دلالتها عليها التزاماً؛ لصدقها على الجزئيات الحقيقية، فهي لا تخرج الصنف وبالمعنى الثاني يخرج الشخص والصنف؛ إذ لا يصح أن يجاب بشيء منهما عن السؤال بما هو.

واعلم أن الشخص هو النوع المقيد بجزئيات مشخصة، والصنف هو النوع المقيد بصفات عرضية غير كلية.

(قوله): «فلا يدخل الشخص والصنف» المؤلف # قد أخرج الشخص والصنف عن جزء النوع الإضافي بقوله: الماهية كما ذكره الدواني؛ وذلك لأن الماهية كما عرفت هي التي تقع جواباً عن السؤال بما هو، وهما لا يقعان جواباً عن السؤال بما هو، وقد عرفت من أن الصنف هو النوع المقيد بصفات عرضية كلية، والشخص هو النوع المقيد بصفات عرضية غير كلية، والمركب من الداخل في الماهية والخارج عنها خارج عنها⁣[⁣١]، فلا يقالان في جواب: ما هو، ولم يخرجهما بقوله #: يقال عليها الجنس، فإن الجنس يقال عليهما في جواب ما هو، كما إذا سئل عن التركي والفرس بـ: ما هما؟ كان الجواب: الحيوان، وقد صرح بذلك في شرح الشمسية.

(قوله): «وهذا يقيد بالإضافي» لأن نوعيته بالإضافة إلى ما فوقه؛ لأنه لا بد في نوعية هذا النوع من اندراجه مع نوع آخر تحت جنس، فيكون مطابقاً له وهو فوق كل منهما.

(قوله): «والأول بالحقيقي» لأن نوعيته بالنظر إلى حقيقته لا بالنظر إلى اندراجه تحت جنس بل هو نوع سواء اندرج أو لا.


(١) قوله: فلا يدخل الشخص أي: العلم كزيد، وقوله: والصنف كرومي وزنجي وتركي.


[١] ويؤيد هذا جعل المعرف المشتمل على شيء من العرضيات رسمياً وإن اشتمل على شيء من الذاتيات. (ح عن خط شيخه).