هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

مقدمة مكتبة أهل البيت (ع)

صفحة 19 - الجزء 1

  وقد بقي أمير المؤمنين # ينقح للأمة دينها، ويبين ما تشابه عليها من الشريعة الغراء، فقد ذكر هنا أهمية معرفة المحكم والمتشابه والعام والخاص والناسخ والمنسوخ وصحيح سنة النبي ÷ والمكذوب عليه ÷ و ... إلخ، وهذه تعتبر الخطوط العريضة لهذا الفن، ثم سار على دربه ذريته الأخيار ومن أخذ عنهم؛ فأغلب العلوم عن باب مدينة العلم # مأخوذ يتلقاها الخلف عن السلف.

  وكانت هذه هي المرحلة الأولى للعلوم الإسلامية بأخذ علوم الكتاب والسنة وما يتعلق بأحكام الشريعة بطريقة التلقي الشفهي والحفظ، ولم يدوَّن في هذه الفترة إلا القرآن الكريم، أو أشياء يسيرة من سنة النبي ÷، ثم بدأ ما يسمى بعصر التدوين فبدأ المسلمون بما تمس حاجتهم إليه من العلوم، فدونوا علوم الشريعة من حديث وفقه و ... إلخ، وكانت قواعد أصول الفقه في هذه الفترات مختلطة بعلم الفقه كما هو شأن غيره من الفنون.

  وقد بين مسيرة تشكل علم أصول الفقه وبداياته سيدي العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض أيده الله تعالى في كتابه (من ثمار العلم والحكمة/ ج ٣/قسم أصول الفقه ص ٢١٧ وما بعدها)، فقد ذكر كلاماً جميلاً مفاده: أن أصول الفقه موجود في القرآن الكريم، وفي كلام الإمام علي # في نهج البلاغة، وفي كلام الإمام زيد بن علي # في بعض رسائله ونقل بعض عباراته، ونقل عبارات من كتاب القياس من مجموع رسائل الإمام الهادي #.

  ومما قال - أيده الله -: «وأَجْمَعُ كتابٍ هو كتاب (شرح الغاية للحسين بن القاسم رحمة الله عليه)، وهو كتاب يذكر فيه كل مسألة من مسائل أصول الفقه ويقول: قال أئمتنا $ كذا، وقالت الأشعرية كذا، وقالت المعتزلة كذا، ويقول: قال الهادي والمؤيد بالله وأبو طالب والمنصور بالله $ كذا، وقال