التصورات
  معنى الاطراد التلازم في الثبوت، أي: متى وجد المعرِّف(١) وجد المعرَّف؛ فلا يدخل فيه شيء من أغيار المعرَّف، وهو معنى المنع.
  ومعنى الانعكاس(٢) التلازم في الانتفاء، أي: متى انتفى المعرِّف انتفى المعرَّف؛ فلا يخرج عنه شيء من أفراد المعرَّف(٣)، وهو معنى الجمع.
  فالاطراد عين الكلية الأولى، وهي: كل ما صدق عليه المعرف - بالكسر - صدق عليه المعرَّف، والمنع(٤) ملازمها، والانعكاس(٥) ملازم الثانية وهي: كل
(قوله): «التلازم في الثبوت»، أي: متى وجد المعرف بالكسر وجد المعرف بالفتح» لم يذكر العكس المستوي العرفي لهذه الكلية كما ذكره فيما تقدم، ولا بد من ذكره. وأما قوله: ومعنى الانعكاس التلازم في الانتفاء أي متى انتفى ... إلخ فليس بعكس لهذه الكلية، أعني: متى وجد المعرف ... إلخ لا مستو ولا عكس نقيض، وإنما هو عكس نقيض لعكسها العرفي، ولم يذكره المؤلف كما عرفت، فلو قال: فإن معنى الاطراد التلازم في الثبوت، أي: متى وجد المعرف بالكسر وجد المعرف بالفتح وبالعكس أي: متى وجد المعرف بالفتح وجد المعرف بالكسر، ويلزمه بحكم عكس النقيض التلازم في الانتفاء، أي: متى انتفى المعرف - بالكسر انتفى المعرف لاستقام الكلام. وعبارة شرح المختصر: الانعكاس كلما وجد المحدود وجد الحد، ويلزمه بحكم عكس النقيض كلما انتفى الحد انتفى المحدود، وسيصرح المؤلف فيما يأتي بأن هذا الانعكاس عكس نقيض، وهو معنى قولهم: متى انتفى المعرف بالكسر انتفى المعرَّف.
(قوله): «فلا يدخل فيه شيء من أغيار المعرَّف» بالفتح إذ لو دخل فيه بطلت هذه الكلية[١] ولم تحصل المساواة بين الحد والمحدود، بل يكون الحد إما أعم مطلقاً أو من وجه.
(قوله): «فلا يخرج عنه شيء من أفراد المعرف، وهو معنى الجمع» إذ لو انتفى المعرِّف بالكسر ولم ينتف كل فرد من أفراد المعرَّف بالفتح كان الحد أخص مطلقاً من المحدود أو من وجه، فلا مساواة.
(قوله): «والانعكاس ملازم الثانية» أي: الكلية الثانية، وهي العكس العرفي، وقد عرفته، وأشار إليه فيما تقدم بقوله: والعكس.
(١) في البرماوي فلا يعرف الإنسان بأنه جسم نام حساس لوجود الحد في الفرس.
(٢) قال الفناري في فصول البدائع: وسمي انعكاساً لأنه عكس نقيض الانعكاس العرفي أو الاصطلاحي بحسب خصوص المادة، فسمي باسم ملزومه.
(٣) فلا يعرف الإنسان بالكاتب بالفعل لانتفاء الحد في الأمي دون المحدود.
(٤) قوله: «والمنع» أي: منع أن يدخل في المحدود ما ليس منه.
(٥) قوله: «والانعكاس ملازم الثانية» وانعكست كلية لاستواء الموضوع والمحمول. اهـ. الكلام أنه عكس النقيض فلا حاجة إلى ما ذكره. اهـ من خط قال فيه: من خط الوالد زيد بن محمد.
(*) أي: العكس المستوي، وهو جعل المقدم مؤخراً والمؤخر مقدماً. والثانية هي المشار إليها بقوله أولاً: وبالعكس.
[١] إذ يلزم أنه كلما صدق العام صدق الخاص، وليس كذلك فتأمل. (ح).