[فصل: في الاعتراضات]
  (و) القلب بأقسامه الثلاثة هو (نوع معارضة) كما مر، فإنه يشترك فيه الأصل والجامع بين القياسين، فيجيء الخلاف في قبوله، ويكون القبول هو المختار (و) لكنه (لبعده من الانتقال) لأن قصد هدم دليل المعلل بأدائه إلى التناقض ظاهر فيه (ومنعه المستدل من الترجيح) لأنه لا يتصور الترجيح إلا بين شيئين، والدليل في القلب واحد (كان القبول(١) أولى) من المعارضة المحضة.
(قوله): «نوع معارضة كما مر» يعني في أول بحث الاعتراضات حيث قال: وهي إقامة الدليل على خلاف مدعى المستدل، فإن كان ذلك الدليل عين دليل المعلل الأول مادة وصورة سمي قلباً، قلت: فهي كالمعارضة في الفرع.
(قوله): «فإنه يشترك ... إلخ» هذا تعليل لقوله: نوع معارضة، أي: نوع مخصوص من المعارضة فإنه يشترك ... إلخ، أي: فإن دليل المعارض عين دليل المستدل، فكان هو القسم الأول منها كما عرفت فيما مر، ولو قال: فإنه يشترك فيها قياس المستدل والمعترض في الأصل والفرع لكان أولى كما في شرح المختصر، فإن الذي يشترك هو القياسان بين الأصل والفرع، وعبارة المؤلف # لا تخلو عن خفاء.
(قوله): «لبعده» أي: هذا النوع.
(قوله): «ظاهر فيه» أي: في هذا النوع.
(قوله): «ومنعه» أي: منع المعترض للمستدل.
(١) من بقية أنواع المعارضة؛ لأن المستدل قد اعترف بعلية الوصف، ولا كذلك وصف سائر المعارضات، لكن عرفناك أن الحق كونه نقضاً إجمالياً لا معارضة؛ لأن التعارض تفاعل بين متغايرين، ولا تغاير هنا. (جلال).