(التصديقات)
  (والموضوع إن كان شخصاً) معيناً كزيد والمسلمين - بلام العهد - (فشخصية) أي: تسمى القضية شخصية ومخصوصة أيضاً؛ لأن موضوعها شخص مخصوص.
  (وإلا) يكن الموضوع شخصاً معيناً (فإن بيّن كمية أفراده) أي: أفراد الموضوع بسور يحصن القضية عن الإهمال ويبين المقصود منها (كلاً أو بعضاً فمحصورة) أي: تسمى القضية(١) محصورة؛ لحصر الموضوع بالكل الإفرادي(٢) أو البعض (كلية) في الأول (أو جزئية) في الثاني.
(قوله): «لحصر الموضوع بالكل الإفرادي» لأن السور هو الكل الإفرادي لا المجموعي، قال في شرح الشمسية: سور الكلية كل أي: كل واحد واحد، لا الكل المجموعي، نحو: كل نار حارة، أي: كل واحدة من أفراد النار حارة.
(١) «القضية» ساقط من المطبوع.
(٢) لا الكل المجموعي، والفرق بين الكل المجموعي والكل الإفرادي: أن قولنا: كل إنسان يشبعه هذا الرغيف صادق على تقدير إرادة الكل الإفرادي، وكاذب على تقدير إرادة الكل المجموعي. وأن قولنا: «كل إنسان يحمل ألف مَنٍّ من حديد» صادق على تقدير إرادة الكل المجموعي وكاذب على تقدير إرادة الكل الإفرادي. وأن قولنا: كل إنسان حيوان صادق على التقديرين. فالفرق بينهما بالعموم من وجه، وفي المثال الأول بحث؛ لأن: كل إنسان يشبعه رغيف إنما يصدق إذا أريد كل فرد على سبيل البدلية، وهذا ليس مدلول القضية الموجبة الكلية، بل مدلولها: أن المحمول ثابت لهذا الفرد ولذلك الفرد ولذلك الفرد ... إلى آخر الأفراد، فالحق في التمثيل مثل قولنا: «كل جزء من هذا المركب علة له»، فإن الكل المجموعي هاهنا غير صادق، فإن مجموع أجزائه عينه لا علته. ومن هاهنا يعلم أن حصرهم القضية في الشخصية والمحصورة والمهملة والطبيعية باطل، فإن مثل: «كل إنسان يشبعه هذا الرغيف» ليس شيئاً منها، وكذا: كل إنسان يحمل ألف مَنّ من الحديد، وما قيل من أنها مهملة بناء على أن المجموع كلي منحصر في فرد فيكون الحكم فيه على الأفراد فيبطله ما سيأتي من أن المهملة ما تصلح للكلية والجزئية، فإن المجموع غير صالح لذلك قطعاً فتدبر. (من بعض حواشي شرح الشمسية من خط قال فيه: نقلته من خط المولى ضياء الدين |).
(*) قيل: هذا التقسيم لا يشمل نحو: كل القوم رافعة لهذا الحجر على أن يكون الكل مجموعياً. أجيب بأن اللام في القوم إن كانت بمعنى العهد الخارجي فالقضية شخصية؛ لأن المعنى أن القوم المعين المشخص لجميع أجزائهم رافعة لهذا الحجر، وإن كانت للاستغراق بمعنى أن مجموع قومه أي جنس القوم كانت القضية مهملة، وعلى التقديرين لم تكن خارجة. (من بعض شروح الشمسية).