[التناقض]
  الاختلاف بالعدول(١) والتحصيل والحصر(٢) والإهمال؛ إذ لا يلزمه(٣) لذاته
= وظاهر عبارة المؤلف # أن التناقض يجري في المفردات حقيقة، وهو خلاف ما صرحوا به، فإنهم ذكروا أن التصورات لا نقائض لها[١]، ولهذا قال الشريف في حواشي شرح المختصر[٢]: ما ذكروه من نقائض أطراف القضايا بأنهم اعتبروا نسب الأطراف إلى الذات تقييداً إيجاباً وسلباً، قال: ويسمون هذا نقيضاً بمعنى السلب مجازاً.
وعبارة شرح الشمسية: الاختلاف جنس بعيد؛ لأنه قد يكون بين قضيتين وقد يكون بين مفردين كالسماء والأرض. فلم يذكر التناقض في المفرد. واليزدي[٣] قيد بالقضيتين؛ إما لأن التناقض لا يكون بين المفردات على ما قيل وإما لأن الكلام في تناقض القضايا.
(قوله): «بالعدول والتحصيل ... إلخ»: يعني اختلاف القضيتين بكون أحدهما محصلة والأخرى معدولة أو بكون إحداهما محصورة والأخرى مهملة فلا يوجب اختلافاً في مفهوم النسبة، فإنه وإن كان لذات واحدة وضعان أحدهما وجودي كالجماد والآخر عدمي كاللاحيوان وعبر عنها تارة بالوجودي وتارة بالعدمي، وحكم فيها بالحالتين[٤] بحكم واحد لم يحصل هنالك قضيتان متخالفتان في المفهوم حقيقة. ذكره الشريف.
(١) المعدولة من القضايا ما كان حرف السلب كلا وليس وغيرهما مما يشاركهما في معنى السلب جزءاً من أحد جزئيها، إما من الموضوع فقط كقولنا: اللاحي جماد، وتخص بمعدولة الموضوع، أو من المحمول فقط كقولنا: الجماد لا عالم، وتخص بمعدولة المحمول، أو من كليهما كقولنا: اللاحي لا عالم، وتخص بمعدولة الطرفين. وسميت معدولة لأن حرف السلب موضوع لسلب النسبة، فإذا استعمل في هذا المعنى كان معدولاً عن معناه الأصلي، فسميت هذه القضية التي هذا الحرف جزء من أحد جزئيها أو من كل منهما معدولة تسمية للكل باسم الجزء. والمحصلة أن لا يكون حرف السلب جزءاً من طرفيها سواء كانت موجبة أو سالبة، كقولنا: زيد قائم، زيد ليس بقائم، ووجه التسمية أن حرف السلب إذا لم يكن جزءاً لشيء من طرفيها فكل واحد منها وجودي محصل. (من شرح التقريب لسيدنا أحمد بن الحبشي |).
(٢) الحصر نحو: كل إنسان حيوان، والإهمال نحو: الإنسان حيوان. وقوله: «فلا يحتاج معه» أي: مع قوله: بحيث يلزم ... إلخ.
(٣) في (أ): لا يلزم.
[١] ينظر في هذا مع ما مر لسيلان عند تكلمه على قول ابن الإمام في بحث العلم: بمعنى يقابل غير الثابت من تصور أو تصديق. (سيدي أحمد بن محمد ح).
[٢] لفظ حاشية الشريف: وما ذكره المنطقيون من نقائض أطراف القضايا فعلى وجهين: أحدهما: أن يعتبر نسبة الأطراف إلى الذات تقييداً إيجابياً أو سلبياً، ويسمون هذا نقيضاً بمعنى السلب. وثانيهما: أن يلاحظ مفهوماتها من حيث هي هي ويجعل معنى حرف السلب مضموماً إليها صائراً معها شيئاً واحداً، ويسمونه نقيضاً بمعنى العدول، وكلاهما مجاز على التأويل.
[٣] عطف على شرح الشمسية. اهـ الظاهر أن قوله: واليزدي ابتداء كلام. (سيدي أحمد). لكن يلزم على هذا أن يكون إما لأن التناقض ... إلخ من كلام المحشي كما يتبادر إلى الفهم، وليس كذلك، بل ذلك كلام اليزدي إلى آخر القولة، فالعطف على قوله: وعبارة شرح الشمسية متوجه. (من خط ولده سيدي عبدالكريم بن أحمد. ح).
[٤] عبارة الشريف: وحكم عليها في الحالتين. (ح).