[أحكام القضايا]
  يصدق سلب اللاإنسان(١) عنه. وهذا كله على رأي القدماء.
  وأما المتأخرون فإنهم عدلوا عن هذا وعرفوا عكس النقيض بأنه: جعل نقيض الثاني أولاً، وعين الأول ثانياً مع بقاء الصدق لا الكيف، فعكس: كل إنسان حيوان - لا شيء من لا حيوان إنسان، لكن لما كان المستعمل في العلوم هو مصطلح القدماء، والتسمية بعكس النقيض على مصطلحهم أظهر(٢) - لم يذكر في المختصر غيره. وأما وجه عدول المتأخرين وما فيه من الأسئلة والجوابات فمبسوط في كتب الفن.
(قوله): «سلب اللاإنسان» هذا فاعل يصدق.
(قوله): «عنه» أي: عن بعض أفراد اللافرس الدال عليه قوله: من أفراد اللافرس، وهو الإنسان، ولعل رجوع الضمير إلى إنسان المذكور صريحاً، فيصدق ليس بعض اللافرس لا إنسان، وهذا من المؤلف إشارة إلى مثال عكس النقيض للسالبة الكلية، فلا يرد ما قيل: إن المؤلف لم يمثل لعكسها؛ بناء على أن معنى قوله: «فيصدق»[١] أي: فيلزم أن يصدق ... إلخ، يعني وهو باطل، فيكون من تمام بيان كذب لا شيء من اللافرس لا إنسان، والظاهر من العبارة ما ذكرنا.
(قوله): «وهذا كله» أي: التعريف وإيراد الأمثلة والبيان على رأي القدماء.
(قوله): «وأما المتأخرون فإنهم عدلوا» لما قد عرفت.
(قوله): «فمبسوط في كتب هذا الفن» وقد عرفت شيئاً مما نقلناه. قال بعض العلماء: ولا يخفى أن تسمية عكس النقيض على تعريف القدماء[٢] لا يخلو عن تسامح، بخلافه على تعريف المتأخرين.
(١) ولم يمثل لعكسها الصادق، ومثاله: إذا صدق: لا شيء من الإنسان بفرس فليصدق: بعض لا فرس لا إنسان.
(٢) إنما كان أظهر لأنه على رأيهم النقيض في الطرفين، بخلاف رأي المتأخرين فإن النقيض إنما هو في طرف واحد، والنقيض يصدق على الطرفين.
[١] ليس في عبارة المصنف: فيصدق.
[٢] الصواب على تعريف المتأخرين كما هو معروف من شرح التهذيب للجلال. (سيدي أحمد ح).