التي يبعد أن يعلمها الحكيم تعالى شخصاً واحداً مع غناء أحدها، وهذا معنى قوله: (لاختلاف الألسنة).

  احتج المفصلون بأنه لو لم يكن القدر المحتاج إليه في التعريف بالاصطلاح⁣^(⁣١) بالتوقيف لتوقف على اصطلاح سابق يعرف به ذلك القدر، وهو على آخر، وهكذا إما إلى نهاية فيدور⁣^(⁣٢) أو لا فيتسلسل.

  والجواب: بمنع الملازمة، بل يعرف بالترديد والقرائن كما في الأطفال

(قوله): «لم يكن القدر المحتاج إليه في التعريف بالاصطلاح» متعلق بالتعريف، والمراد تعريف بعضهم بعضاً ما يتعلق بالاصطلاح، ولو قال المؤلف كذلك لكان أولى كما في عبارة الشيخ العلامة وحواشي السيد العلامة؛ لأن الذي يتعلق بالاصطلاح هو الشيء الذي يراد تعريفه مثلاً، فهو معمول التعريف، وظاهر عبارة المؤلف⁣^[⁣١] أن التعريف حصل بنفس الاصطلاح، وليس كذلك، مثلاً إذا فرضنا أن الأسد واضعه البشر فهو المتعلق بالاصطلاح، فتعريف بعضهم بعضاً أن الأسد موضوع لمعناه يجب أن يكون بألفاظ، مثل هذا اللفظ موضوع لهذا المعنى، فلا بد أن يكون وضع هذه الألفاظ مثلاً بالتوقيف، وإلا تسلسل إن لم ينته التوقف أو دار.

(قوله): «بالتوقيف» متعلق بقوله: لو لم يكن، وقوله: «التوقف» أي: القدر المحتاج إليه في التعريف.

(قوله): «والجواب بمنع الملازمة» أي: لا نسلم أن الوضع⁣^[⁣٢] يجب أن يكون بألفاظ، بل يكفي إطلاق مفرد مثلاً ويريد المتكلم به معنى =

(١) أقول: استدل الأستاذ على كون بعض اللغة توقيفاً بأن الاصطلاح على أن اللفظ موضوع لمعنى ما من المعاني مسبوق بألفاظ دالة على معرفة الاصطلاح، فتلك الألفاظ إن استفيد دلالتها من الوضع لزم الدور، وإن كان من التوقيف لزم المطلوب. وأجاب المصنف بأن معرفة الاصطلاح تحصل من القرائن كما في حق الأطفال. (من غاية الوصول للحلي شرح المختصر).

(٢) يعني أن العقل يحكم بالترتيب بينهما بأن يقول: وجد ذاك فوجد هذا، وهذا معنى دور التقدم، وهو غير جائز، بل واقع في المتضايفين؛ فإن كلاً منهما يتوقف على الآخر في التعقل والخارج، بمعنى أنه لا يوجد بدون الآخر، ويكون تعقله وتحققه مع الآخر. (من خط المولى عز الإسلام محمد بن إسحاق |).

(*) بمعنى أنه يتوقف الآخر على السابق والسابق عليه، إما بين اثنين مثلاً أو بين ثلاثة أو نحو ذلك، وهذا معنى قوله: لاشتراك التسلسل المتعارف والدور.

[١] يقال: هو متجوز بالمصدر عن اسم المفعول فلا يرد عليه. اهـ ح عن خط شيخه.

[٢] الظاهر أنه على حذف مضاف، أي: تعريف الوضع تأمل. (ح عن خط شيخه).