هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: في بيان أقسام للألفاظ تتمايز بتمايز معانيها

صفحة 338 - الجزء 1

  وإن كان بسبب اقتضاء الطبع فطبيعية، كدلالة حدوث الدال عند عروض المدلول عليه، مثل أُخْ⁣(⁣١) على وجع الصدر، وسرعة النبض على الحمى.

  وإن كان بسبب أمر غير الواضع والطبع فعقلية⁣(⁣٢)، كدلالة اللفظ المسموع


(قوله): «كدلالة حدوث الدال ... إلخ» هكذا في حاشية اليزدي، ولو قال: إحداث الطبيعة للدال عند عروض المدلول لكان أظهر.

(قوله): «مثل أخ» بضم الهمزة وسكون المعجمة، وفي شرح الشمسية لليزدي: كدلالة أخ بفتح الهمزة والخاء المعجمة على الحزن.

(قوله): «وسرعة النبض» إشارة إلى القسم الثاني من الطبيعية، أعني غير اللفظية؛ ولذا قال الدواني: الطبيعية لا تنحصر في اللفظ، كدلالة الحمرة على الخجل والصفرة على الوجل.

وقد اعترض بأن غير اللفظية من قبيل العقلية كدلالة الأثر على المؤثر، وأجيب بأنه يمكن إجراؤه في اللفظية كأخ، فإن فرق بأن الطبيعية تضطر إلى إصدار هذه الآثار أعني الحمرة والصفرة بخلاف أخ منع عدم الاضطرار في أخ، فإنها أيضاً تضطر سيما عند اشتداد الألم، ثم أجاب في حاشية الدواني بجواب تركناه؛ إذ لا يحتمله المقام.


(١) أخ بالخاء معجمة. (من هامش نسخة المصنف). وفي حاشية الشريف على شرح الشمسية: وهو - أي: الدال على التوجع - بفتح الهمزة والخاء⁣[⁣١] المعجمة، وأما أح بفتح الهمزة وضمها والحاء المهملة فدال على وجع الصدر، يقال: أح الرجل أحاً، إذا سعل.

(*) قال في التحرير وشرحه التقرير: (ومنها) أي: العقلية (الطبيعية) كدلالة أح بفتح الهمزة وضمها وبالحاء المهملة على أذى الصدر؛ إذ دلالة أح على الأذى دلالة الأثر على مبدئه، أي: مؤثره، كالصوت والكتابة والدخان فإن هذه الدلالات عقلية - لأنها دلالة الأثر على مؤثره - فكذا هذه؛ لأن أح أثر عروض وجع صدر اللافظ، فإذاً لا تصلح أن تكون قسيمة للعقلية كما فعلوه عن آخرهم.

(٢) قال المحقق الشريف في شرح الشمسية: وانحصار الدلالة في اللفظية وغيرها أمر محقق لا شبهة فيه، وأما انحصار الدلالة اللفظية في الوضعية والطبيعية والعقلية فبالاستقراء لا بالحصر العقلي الدائر بين النفي والإثبات؛ فإن دلالة اللفظ إذا لم تكن مستندة إلى وضع ولا إلى طبع لا يلزمه أن تكون مستندة إلى العقل، لكنا استقرينا فلم نجد إلا هذه الأقسام الثلاثة. وأما انحصار الدلالة اللفظية الوضعية في أقسامها الثلاثة فبالحصر العقلي؛ لأن دلالة اللفظ بالوضع إما أن تكون على نفس المعنى الموضوع أو على جزئه أو على خارجه.

(*) تسميتها عقلية باعتبار استقلال العقل وعدمه، وإلا فالعقل له مدخل في الوضعية أيضاً. (تيسير شرح التحرير).


[١] لفظ الشريف في حاشية الشمسية: قوله: «كدلالة أخ» أقول: هو بفتح الهمزة والخاء المعجمة للحزن، وأما أح ... إلخ.