فصل: [في الترادف]
  إلى أنها من قبيل المترادف، وليس بمستقيم؛ لأن التابع فيها لا يفرد(١)، ولو أفرد لم يدل على شيء، بخلاف المتبوع.
(قوله): «ولو أفرد لم يدل على شيء» أصلاً قال الشريف: قال ابن دريد: سألت أبا حاتم عن معنى قولهم: بسن فقال: ما أدري ما هو.
(قوله): «بخلاف المتبوع» فإن عطشان مثلاً دال على معناه مجموعاً ومنفرداً، فقد خرج التابع والمتبوع عن تعريف المترادف بقيد الانفراد، وإن لم يعتبر قيد الانفراد أمكن إخراجهما بقيد وحدة الجهة، وأنت خبير بأن إخراجهما عن المترادف إنما هو بالتعريف الذي ذكره الشريف في أول بحث المترادف، وقد نقلناه فيما سبق، وأما المؤلف # فقد اكتفى في تعريف المترادف بما أفاده التقسيم فيما سبق فيرد التابع والمتبوع[١] ونحوهما، والله أعلم.
(١) والفرق بين المترادف والتأكيد والتابع أن المترادفين يفيدان فائدة واحدة من غير تفاوت أصلاً، وأما المؤكد فيفيد تقوية المؤكد، والتابع نحو شيطان ليطان وحسن بسن وشبه ذلك لا يفيد وحده شيئاً البتة، فإن تقدم المتبوع عليه أفاد تقوية.
[١] إذا تأملت ما يفيد التقسيم من التعريف لم يرد ذلك. (من أنظار القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال. ح عن خط شيخه).