[وقوع المجاز في اللغة]
  بالتفاهم مع القرينة) المفهمة للمقصود، وخفاؤها نادر كل الندرة.
  قالوا: هو مع القرينة لا يحتمل غير ذلك المعنى، فالمجموع حقيقة فيه.
  قلنا: المجاز والحقيقة من صفات الألفاظ، وقد تكون القرائن معنوية، فلا تكون الحقيقة صفة للمجموع، وإن سلم فالنزاع لفظي(١) في تسمية جزء هذا المجموع مجازاً، على أنه لو لم يكن(٢) مجازاً لم يكن حقيقة؛ لعدم صدق حدها عليه، وهو خلاف ما تدعون.
  ثم إن القائلين بوقوع المجاز في اللغة اختلفوا في وقوعه في الكتاب والسنة، والمختار: وقوعه فيهما، وهو قول الأكثر، وخالفت الإمامية في وقوعه في الكتاب، والظاهرية فيهما.
  لنا: قوله تعالى: {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ}[الكهف: ٧٧]، فيه تشبيه الإشراف
(قوله): «لا يحتمل غير ذلك المعنى» أي: المجازي.
(قوله): «قلنا المجاز والحقيقة من صفات الألفاظ» لأن الحقيقة اللفظ المستعمل فيما وضع له والمجاز اللفظ المستعمل في غير ما وضع له.
(قوله): «وإن سلم» أي: سلم أن الحقيقة صفة للمجموع.
(قوله): «فالنزاع لفظي في تسمية جزء هذا المجموع مجازاً» فالمخالف ينفيها ونحن نثبتها، مع الاتفاق في المعنى على أنه مستعمل في غير ما وضع له؛ ولذا قال المؤلف #: على أنه لو لم يكن مجازاً لم يكن حقيقة لعدم صدق حدها عليه؛ لأنه مستعمل في غير ما وضع له.
(قوله): «لنا: قوله تعالى: {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ ...} إلخ [الكهف: ٧٧]» هذا الاستدلال جعله ابن الحاجب وشراح كلامه على من منعه في الكتاب فقط كما هو الظاهر، وأما المؤلف # فالظاهر أنه جعله دليلاً على من منعه في الكتاب والسنة، ولو زيد في الاحتجاج قوله ÷: «بلوا أرحامكم)) لكان الاحتجاج عليهما.
(١) قوله: «فالنزاع لفظي في تسمية جزء هذا المجموع مجازاً» فالمخالف ينفيها ونحن نثبتها، مع الاتفاق في المعنى على أنه مستعمل في غير ما وضع له، ولذا قال المؤلف: على أنه لو لم يكن من المجاز ... إلخ. اهـ وفي حاشية: فيه أنه معنوي يظهر فيمن حلف لا تكلم بالمجاز. (من خط سيلان).
(٢) ضرب في بعض النسخ على قوله: (على أنه لو لم يكن) وما بعده إلى قوله: (تدعون) ثم قال فوقه: ينظر.