فصل: في تعريف الحقيقة والمجاز وبيان أقسامهما وأحكامهما
  أن يكون الباري تعالى متجوزاً(١) لصدوره عنه، وهو باطل بالاتفاق.
  (و) الجواب أنه (لا يلزم) من وقوعه في القرآن (وصفه تعالى بالتجوز) لأنا إما أن نقول: إن أسماء الله تعالى لا تتوقف على السمع وإنها دائرة مع المعنى فيشترط عند أهل هذا القول أن لا توهم الخطأ، فيمتنع حينئذ وصفه تعالى بالتجوز (لإيهام الخطأ) لأن المتجوز يطلق على متعاطي ما لا ينبغي والمتسع فيه.
  (أو) نقول بأنها تتوقف على السمع، فيمتنع وصفه تعالى به لأجل (عدم الإذن).
(١) ومما روي أن رجلاً من منكري المجاز في اللغة اعترض أبي تمام في بعض مجازاته في شعره وادعى كذبه لذلك، وذلك أنه لما قال في شعره:
لا تسقني ماء الملام فإنني ... صب قد استعذبت ماء بكائي
قال المعترض: فأعطني في هذا الكوز من ماء بكائك العذب، فقال أبو تمام: خذ بعلاقة هذا المقراض واقصص لي ريشتين من جناح الذل؛ تنبيهاً للمعترض أنه إذا حسن المجاز في القرآن ففي الشعر أولى. (ورقات للإمام الحسن #).