هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: في بيان المحكوم عليه وأحكامه

صفحة 6 - الجزء 2

  الكتب المنزلة⁣(⁣١) على الأنبياء والأحاديث الربانية⁣(⁣٢).

  والمراد بالسورة⁣(⁣٣): بعض من الكلام المنزل مترجم أوله وآخره توقيفاً مسمى باسم خاص متضمن ثلاث آيات.

  وقوله: «من جنسه» أي: من جنس ذلك الكلام في البلاغة والفصاحة وعلو الطبقة، وصرح بالمضاف⁣(⁣٤)


= ولأن صاحب الجواهر صرح بأن المكتوب في اللوح هو الكلام اللفظي حيث قال: فخرج الكلام الذي لم ينزل سواء كان غير قابل للإنزال كالكلام النفسي القائم بذات الله تعالى أو كان قابلاً للإنزال ولكنه لم ينزل كالكلام اللفظي الذي كتب في اللوح المحفوظ ولم ينزل قط.

(قوله): «الربانية» في التلويح الإلهية والنبوية.

(قوله): «مترجم أوله وآخره» أراد بالمترجم هنا المبين أوله وآخره «توقيفاً» أي: إعلاماً من الشارع؛ فإنه الذي يبين أن من هنا إلى ثمة سورة. واعترض بأن الآية كذلك؛ إذ بيان أولها وآخرها بالتوقيف، فزاد المؤلف # قوله: مسمى باسم خاص لتخرج الآية. ولم يقل في تفسير السورة⁣[⁣١]: هي الطائفة المترجمة توقيفاً، أي: المسماة باسم خاص كما ذكره السعد لما ذكره في الجواهر من أن تعريف السورة بالمسماة باسم خاص ينتقض بمثل آية الكرسي فإنها أيضاً مسماة باسم خاص. والقول بأن ذلك مجرد إضافة⁣[⁣٢] لم يصل إلى حد التسمية بين البطلان؛ لأن آية الكرسي صارت علماً بحيث لا يطلق إلا على الطائفة المعينة المشخصة من القرآن؛ لسبق الفهم إليها، والسبق علامة الحقيقة. قلت: فزاد المؤلف: «متضمن ثلاث آيات» لإخراج آية الكرسي، والمراد أنها متضمنة ثلاث آيات غير البسملة كما يأتي.

(قوله): «وصرح بالمضاف» وهو لفظ جنس.


(١) إن قلنا: إن إنزالها لم يكن للإعجاز. (جواهر).

(٢) كحديث: «أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء». (شرح جمع).

(٣) وقولنا: سورة من تتمة هذا الفصل، وهو بيان للواقع وليس احترازاً عن شيء نزل على نبينا # للإعجاز لا بسورة منه. وأشار به إلى أن السورة أقل ما وقع به التحدي، لكن قوله تعالى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ}⁣[الطور: ٣٤] قد يقتضي الإعجاز بآية. (من شرح أبي زرعة على الجمع).

(٤) ولم يقل: منه كما في مختصر المنتهى، قال العضد: وقوله: (بسورة منه) إن أجري على ظاهره فلإخراج بعض القرآن؛ فإن التحدي وقع بسورة من كل القرآن، أي سورة كانت غير مختصة ببعض، وإن أريد بسورة من جنسه في البلاغة والعلو فيتناول كل القرآن وكل بعض منه، وهذا أقرب إلى غرض الأصولي، وهو تعريف القرآن الذي هو دليل في الفقه.

(*) ولفظ حاشية: لأنه لو لم يقدر المضاف كان القرآن اسماً للمجموع الشخصي المؤلف من السور، =


[١] في بعض النسخ عوض هذا إلى قوله: من أن تعريف السورة ... إلخ ما لفظه: ولم يفسر المترجمة بالمسماة كما ذكره السعد لما ذكره في الجواهر من أن معنى المترجمة توقيفاً [ليس إلا المبينة توقيفاً]، والمبينة توقيفاً أعم من المسماة باسم خاص، والأعم لا يدل على الأخص، ومن أن تعريف السورة ... إلخ. اهـ ح.

[٢] وهل الإضافة فيها إلا كالإضافة في سورة البقرة ونحوها. (حسن الكبسي من خط العلامة أحمد بن محمد).