[الكلام في البسملة في أوائل السور]
  السلف والشافعية وابن كثير قارئ مكة وقالون(١) أثبت قراء المدينة وعاصم والكسائي من قراء الكوفة: أن (البسملة منه) أي: من القرآن (في أول كل سورة(٢) غير براءة) وهو إجماع أهل البيت $.
  وروى في الجامع الكافي(٣) إثباتها عن علي # وابن عباس وعد جماعة من أكابر أهل البيت $ استغنينا بإجماعهم عن تعدادهم، ورواه أيضاً عن أبي بكر وعمر وعمار وابن عمر وجابر بن عبدالله وعبدالله بن الزبير، وعن أبي عبدالله الجذلي(٤) وابن مغفل وسعيد بن جبير وطاووس ومجاهد والزهري وأبي عاصم(٥).
  (و) عن بعض السلف كأبي(٦) وأنس وغيرهما ومالك وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي (نفيها) أي: نفي كونها من القرآن(٧).
(قوله): «وقالون» في الكشاف أطلق النفي عن قراء المدينة، والإثبات عن قراء مكة والكوفة وفقهائهما، والمؤلف # اعتمد ما في كتب القراءات كالتيسير.
(قوله): «نفيها» إلا ما تواتر في النمل من أنها بعض آية فلا مخالف.
(١) اسمه عيسى.
(٢) آية كاملة. اهـ وقوله: «غير براءة» قال في نظام الفصول: يفهم من هذا الاستثناء أن في براءة بسملة [على قول][١]، ولا يعرف القول بذلك عن أحد. اهـ بل قد عرف القول به، ذكره في الإتقان.
(٣) لأبي عبدالله محمد بن علي بن الحسن العلوي البطحاني.
(٤) اسمه عبدالله أو عبدالرحمن بن عبدالله، رمي بالتشيع، من كبار الثالثة. (تقريب لابن حجر). وهو بالذال المعجمة. (منه) وهو الأصح. (ع شيخ). وفي حاشية: الجدلي - بفتح الجيم وفتح الدال - منسوب إلى جديلة قيس أو إلى جديلة طي. (جامع الأصول).
(٥) وعطاء وعبدالله بن المبارك.
(٦) في فصول البدائع: وفي التسمية روايتان عن أبي حنيفة: آية فذة أنزلت للفصل والتبرك، وليست من القرآن إلا في النمل، فعلى الأول يخرج كل واحدة أو عدة بعينها بقيد المنزلية؛ إذ لم ينزل شيء منها على تعينه، أو التواتر؛ إذ لم تتواتر قرآنية شيء منها بعينه، بخلاف نحو: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٣}[الرحمن]، فإن المنزل والمتواتر قرآنيته صادق على كل منها، ولم يكن تكرارها في أول كل سورة زندقة؛ لكون إنزالها للفصل والتبرك. وعلى الثاني بالتواتر؛ إذ لم يتواتر كونها من القرآن؛ ولذا خالف مالك |.
(٧) أي: في أول كل سورة، وإنما حذف ابن الإمام | هذا القيد هنا وفيما يأتي عند شرحه لقوله: «وقضاء الأخبار بذلك» لفهم ذلك من سياق المتن مع تصريحه، فلا يرد أن صريح عبارته من نفي كونها من القرآن وإطلاقها ينتقض بما في النمل مع الإجماع على كونها من القرآن في النمل، ولا يرد على ما يأتي عدم وفاء التفسير بالمراد، وقد نبه سيلان على نحو هذا المذكور في الإيراد الأول. (من خط سيدي العلامة أحمد بن محمد إسحاق).
(*) وعليه قراء المدينة والبصرة والشام وفقهاؤها. (كشاف).
[١] ما بين المعقوفين غير موجود في نظام الفصول.