هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

المقدمة

صفحة 80 - الجزء 1

  واللام فيها وفيما يجيء من المقاصد للعهد. والمذكور فيها حد العلم وما يتبعه وغايته وموضوعه، وهذه مفيدة لثلاثة معان أخر، هي: تصور العلم بحده، والتصديق بغايته، والتصديق بموضوعية موضوعه. والشروع في العلم على وجه البصيرة واقف على الثلاثة المفادة بلا واسطة، وعلى المفيدة بواسطة توقف المفادة عليها؛ لكونها نظرية، فيصدق تعريف المقدمة المذكور في التقسيم سواء أريد بها


(قوله): «والمذكور فيها» يعني أن القوم يطلقون⁣[⁣١] المقدمة على الألفاظ الدالة على مقدمة العلم للعلاقة الظاهرة بين اللفظ والمعنى.

(قوله): «حد العلم وما يتبعه» من الكلام على الدليل المذكور في حد العلم وعلى الفقه.

(قوله): «والتصديق بموضوعية موضوعه» هكذا عبارة غير المؤلف، والمراد بذلك التصديق بكون الشيء موضوعاً؛ إذ هو الذي من مقدمات الشروع على بصيرة، واحترزوا بذلك عن التصديق بوجود الموضوع لكونه من أجزاء العلوم لا من مقدمة الشروع كما ذلك معروف، والغاية وإن كانت كذلك أعني أن الذي من مقدمات الشروع هو التصديق بكون الشيء غاية أيضاً لا التصديق بوجودها إلا أن التصديق بوجود الغاية لما لم يكن من أجزاء العلوم لم يشيروا بعبارة تخرجه كما أشاروا في الموضوع إلى إخراج التصديق بوجوده بقولهم: بموضوعية موضوعه فتأمل.

(قوله): «على الثلاثة المفادة» وهي العلم بحده إلى آخر ما ذكره.

(قوله): «بلا واسطة» متعلق بقوله: واقف.

(قوله): «وعلى المفيدة» وهي نفس الحد والغاية والموضوع.

(قوله): «لكونها نظرية» أي: المفادة وهي التصديق بحده⁣[⁣٢] وغايته وموضوعية موضوعه، وهذا تعليل للتوقف، أما تصور العلم فلأنه إذا كان نظرياً توقف على اكتسابه بالحد، وذلك ظاهر، وأما التصديق بغايته وبموضوعية موضوعه فكونه متوقفاً على معرفة نفس الموضوع والغاية لا يقتضي كونه نظرياً؛ إذ قد يتوقف التصديق الضروري على تصور أجزائه كما ذكره في شرح المختصر في المبادي حيث قال: التصديق البديهي هو ما لا يتقدمه تصديق يتوقف عليه، وهو دليله، ولا بأس أن يتقدمه تصور يتوقف عليه ضرورياً كان أو نظرياً.

واعلم أن في قول المؤلف #: لكونها نظرية رداً لما ذكره الدواني من أن ما من تصور أو تصديق إلا ويمكن أن يكتسب حصوله بلا نظر بل بحدس، فإن صاحب القوة يعلم المطالب كلها بالحدس.

قال في شرح المواقف في رد مذهب من قال: يمكن الاكتساب بغير النظر: لا طريق لنا مقدوراً إلى العلم سوى النظر، فإن الإلهام والتعليم غير مقدورين بلا شبهة، وكذا التصفية لاحتياجها إلى مجاهدات قلما يفي بها مزاج. انتهى.

(قوله): «فيصدق تعريف المقدمة المذكور في التقسيم ... إلخ»: يعني المذكور سابقاً بقوله: إما أن يتوقف الشروع فيه على بصيرة ... إلخ.


[١] قوله: «يعني أن القوم يطلقون ... إلخ» ينظر في هذا. (ح قال: من إملاء شيخه وخطه).

[٢] قوله: «وهي التصديق بحده»: الأظهر وهي تصوره بحده، ويدل عليه ما سيأتي. (ح).