[الكلام في حجية الإجماع]
  (ونحوه) أي: نحو ما ذكرناه من الأحاديث النبوية، فمن ذلك: ما أخرجه أبو داود عن أبي مالك الأشعري عنه ÷ أنه قال: «إن الله أجاركم(١) من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيئكم فتهلكوا جميعاً، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق(٢)، وأن لا تجتمعوا على ضلالة».
  وابن أبي عاصم عن أنس أنه ÷ قال: «إن الله قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة(٣)».
  والترمذي(٤) عن ابن عمر عنه ÷ أنه قال: «لا تجتمع أمتي على ضلالة، ويد الله تعالى على الجماعة، من شذ شذ إلى النار».
  وابن ماجه(٥) عن أبي هريرة أنه ÷ قال: «لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها».
  والحاكم في مستدركه عن عمر أنه ÷ قال: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة».
  وأخرج أيضاً عن عمر أنه ÷ قال: «لا يزال هذا الدين قائماً تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة».
(قوله): «أجاركم الله من ثلاث خلال: أن لا يدعوا عليكم نبيكم ... إلخ» لا زائدة في الثلاث الخلال، والله أعلم.
(١) في المطبوع: قد أجاركم.
(٢) الظاهر أن المراد نفي دوام هذا الظهور، أو على جميع أهل الحق حتى تنطمس آثاره وتخفى أنواره، لا نفي ذلك عن الجميع وفي كل حين فإن الواقع بخلافه، وكفى باستيلاء يزيد وحزبه على سبط الرسول وأشياعه. (من أنظار سيدي ضياء الدين زيد بن محمد قدس سره).
(*) في حاشية ما لفظه: لعله يريد بالحجج بحيث يجهل الحق، وإلا ناقض ما رواه أمير المؤمنين # وغيره عنه ÷: «ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها».
(٣) ضعيف. (جامع صغير).
(٤) أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الحافظ الضرير، توفي سنة ٢٧٩. (من خط العلامة الجنداري).
(٥) محمد بن يزيد بن ماجه القزويني الحافظ، مات سنة ٢٧٣.