هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الكلام في إجماع العترة]

صفحة 110 - الجزء 2

  ودعاؤه لهم وجواب أم سلمة. ويحقق ما قاله في ذخائر العقبى روايته عن عائشة وزينب.

  فإن قيل: إذا لم يرد به نساء النبي ÷ ولا دخلن في المراد كان المعنى: وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله فإن العترة إجماعهم حجة، وهو غير متلائم لا يقع مثله في القرآن.

  قلنا: لا يلزم التنافر من عدم دخولهن؛ إذ لا شك في حسن تخصيصهن بالذكر وتمييزهن بخطابه تعالى بما يرفع قدرهن، وتعليل ذلك باتصالهن برسول الله ÷ وبأولاده الذين طهرهم الله وأذهب عنهم الرجس.

  يوضح ما ذكرناه: أن أكثر الرواة والمفسرين على أن الآية لم تنزل في نساء النبي ÷ ولم يردن بها، ولو كان متنافراً لما أطبقوا عليه، فمن ذلك ما رواه السيد أبو طالب في أماليه بالإسناد إلى أم سلمة أن النبي ÷ أخذ ثوباً فجلله على علي وفاطمة والحسن والحسين $ ثم قرأ هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب]، فجئت لأدخل معهم فقال: «مكانك، إنك على خير».

  وفي كتاب المحيط بالإمامة للشيخ الإمام أبي الحسن علي بن الحسين بن محمد بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣} في نبي الله ÷ وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فجللهم رسول الله بكساء وقال: «اللهم هؤلاء أهل


(قوله): «ودعاؤه لهم» ففي بعض الروايات: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس، وفي رواية: هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

(قوله): «وجواب أم سلمة» أي: جواب النبي ÷ على أم سلمة.

(قوله): «ويحقق ما قاله في ذخائر العقبى» من تكرر هذا الفعل.

(قوله): «روايته عن عائشة وزينب» فإن في روايتهما الآتية ما يدل على التكرار.