[الكلام في إجماع العترة]
  ولفظ الطريق الثانية: نزل رسول الله ÷ بين مكة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام فكنس الناس(١) ما تحت السمرات، ثم راح رسول الله ÷ عشية فصلى ثم قام خطيباً فحمد الله ø وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: «أيها الناس، إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي».
  ولفظ الطريق الثالثة: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
  قال(٢): وأخرجه الطبراني وزاد في آخره: «سألت ربي ذلك لهما، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم».
  وقد روى حديث الثقلين الجماهير من أصحاب رسول الله ÷ وأهل بيته، كعلي #، وأبي ذر، وأبي سعيد الخدري، وأبي رافع مولى رسول الله ÷، وأم هانئ، وأم سلمة، وجابر، وحذيفة بن أسيد الغفاري، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وضمرة الأسلمي، وخزيمة بن ثابت، وسهل بن سعد، وعدي بن حاتم، وعقبة بن عامر، وأبي أيوب الأنصاري، وأبي شريح الخزاعي، وأبي قدامة الأنصاري، وأبي ليلى، وأبي الهيثم بن التيهان(٣)، وغيرهم، وفي
(١) كنست البيت كنساً من باب قتل، وكناس الظبي بالكسر: بيته، وكنس الظبي كنوساً من باب نزل: دخل كناسه. (مختصراً من المصباح).
(٢) «قال» ساقط من المطبوع.
(٣) اسمه مالك، قال ابن هشام: ويقال التيهان مخفف ومثقل كقولك: ميْت وميِّت، وهو أنصاري من الخزرج. (من سيرة ابن هشام من موضعين).