هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الكلام فيما اتفق عليه أهل المدينة من الصحابة والتابعين]

صفحة 160 - الجزء 2

  وقد روي أن قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ⁣(⁣١) آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ٧}⁣[البينة] نزل في علي وأتباعه.

  وخُرِّج ذلك عن علي وابن عباس وأبي بردة وبريدة الأسلمي⁣(⁣٢) ومحمد بن علي الباقر عن آبائه، وجابر بن عبدالله الأنصاري، وأبي سعيد الخدري، ومعاذ، وغيرهم، ولن يكون خير البريئة إلا والحق معه⁣(⁣٣).


(١) في الدر المنثور: أخرج ابن عساكر عن جابر: كنا عند النبي ÷ فأقبل علي فقال ÷: «إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ونزلت: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ...} إلخ، فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي قالوا: جاء خير البرية. وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاً: «علي خير البرية». وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس: لما نزلت هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ٧} قال ÷ لعلي: «هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين». وأخرج ابن مردويه عن علي قال: قال لي: «خير البرية أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جثت الأمم للحساب تدعون غراً محجلين». (من خط العلامة الجنداري).

(٢) وبريدة بن الحصيب كزبير صحابي. (قاموس).

(٣) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار (١/ ٢٦٠/ط ٤) في ذكر حجية كلام أمير المؤمنين # ما لفظه: «واعلم أنا ندين اللَّه تعالى بما دانت به جماعة العترة الأحمدية، والصفوة العلوية، ومن اهتدى بهداهم من علماء الأمة المحمدية، أن إمام المتقين، وسيد الوصيين، وأخا سيد المرسلين - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - الإمام، وخليفة رسول اللَّه ÷ على الخاص والعام، وحجة اللَّه بعد نبيه على جميع الأنام، وأنه منزل منزلته إلا النبوة، كما نطق به - ~ وآله - عن اللَّه تعالى في جميع الأحكام؛ فقوله ~ حجة، ومنهجه في كل شيء أعظم محجة. أما في الأصول، فلا خلاف بين آل محمد À وأتباعهم في ذلك؛ لمكان ما جعل اللَّه تعالى له من العصمة، وكون الحق فيها واحداً، كما قضت به الأدلة السابقة المعلومة. وأما في فروع الأحكام، فكذلك عند جمهور أهل البيت وأتباعهم؛ لما سبق من الحجج المنيرة، المتواترة الشهيرة، وغيرها من الكتاب والسنة. وقد جمع في ذلك المقام، السيد الإمام، الحسين بن القاسم (ع)، ماكثر وطاب، وأفعم الوطاب، وفيه كفاية لأولي الألباب؛ ولم تفصل البراهين القاضية بكون الحق معه وكونه على الحق، وما شاكلها، بين أصول وفروع، ولا بين معقول ومسموع. فإن قيل: إن الحق في الاجتهادات متعدد، كما قد احتج بذلك بعضهم. قيل: هذا على فرض صحته؛ إنما هو فيما لم تبلغ المجتهد فيه الحجة؛ ومع قيام الأدلة على حجية قوله، تجب متابعته، ولاتسوغ مخالفته، كقول أخيه الرسول الأمين، وقول جماعة العترة الهادين، - À أجمعين - ... إلى آخر البحث وهو بحث نفيس فليرجع إليه من أراد استكمال الموضوع». (بلفظه).