هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الكلام فيمن يعتبر في الإجماع ومن لا يعتبر، وما يشترط فيه وما لا يشترط]

صفحة 161 - الجزء 2

  وأما أحاديث حب علي فقد بلغت حد التواتر وخُرِّجت عن: علي، وابن عباس، وعمر، وابن عمر، وأبي ذر، وسعد بن أبي وقاص، وأبي أيوب الأنصاري، وأبي بردة، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وزيد بن أرقم، وسلمان الفارسي، وأبي رافع، وأم سلمة، وعائشة، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبدالله، وأنس بن مالك، وعمران بن حصين، وأبي ليلى الأنصاري، وجرير البجلي، وعبدالرحمن بن أبي ليلى، والبراء بن عازب، وبريدة بن الحصيب، وسلمة بن الأكوع، وسهل بن سعد الساعدي، وعبدالله بن أحجم الخزاعي، وعامر بن سعد، وغيرهم، ولن يكون حبه علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق إلا والحق معه.

[الكلام فيمن يعتبر في الإجماع ومن لا يعتبر، وما يشترط فيه وما لا يشترط]

  مسألة: في بيان من يعتبر في الإجماع ومن لا يعتبر، وما يشترط فيه وما لا يتشرط، ولها أطراف: الطرف الأول: في مجتهد التابعين هل يعتبر مع الصحابة إذا حضر معهم⁣(⁣١) الخوض في الحادثة، والمختار وفاقاً للجمهور: أن (التابعي) المجتهد (معتبر⁣(⁣٢) مع الصحابة؛ لعدم انتهاض الأدلة) الدالة على حجية الإجماع لو لم يعتبر؛ إذ ليسوا بدونه كل الأمة.

  (فإن نشأ) التابعي بأن بلغ درجة الاجتهاد (بعد إجماعهم فعلى انقراض


(قوله): «لها أطراف» يعني الثمانية.

(قوله): «التابعي المجتهد» يعني عند انعقاد الإجماع كما يشعر به تفسير المؤلف # لقوله: فإن نشأ التابعي بقوله: بأن بلغ درجة الاجتهاد، فأشعر بأن المراد نشأ اجتهاده لا حدوث ذاته.


(١) الظاهر أنه لا يعتبر حضور التابعي وقت الخوض من الصحابة، وإنما يعتبر اجتهاده حال خوضهم.

(٢) عند انعقاد الإجماع من الصحابة. (مختصر).