[فصل: في الخبر المعلوم كذبه]
[خبرا الغدير والمنزلة ليسا مما انفرد به واحد مع توفر الدواعي إلى نقله]
  (وليس منه(١)) أي: مما نحن فيه (حديث الغدير والمنزلة ونحوهما، للتواتر لمن بحث) في كتب الحديث، فإن من أطلق نفسه عن وثاق العصبية علم تواترها.
[حديث الغدير]
  أما حديث الغدير فأخرجه المحاملي في أماليه عن ابن عباس بلفظ: «علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه».
  وأبو داود الطيالسي(٢) والحسن بن سفيان وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن عمران بن حصين بلفظ: «إن علياً مني وأنا منه، وهو ولي(٣) كل مؤمن».
  وأحمد في مسنده عن عمران بن حصين بلفظ: «دعوا علياً دعوا علياً دعوا علياً، إن علياً مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي».
  وابن أبي شيبة عن عمران بن حصين بلفظ: «علي مني وأنا من علي، وعلي ولي كل مؤمن بعدي».
  وأحمد في مسنده عن عبدالله بن بريدة عن أبيه بلفظ: «لا تقع في علي؛ فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي».
  وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب معاً بلفظ: «ألا إن الله وليي، وأنا ولي كل مؤمن، من كنت مولاه فعلي مولاه(٤)».
(١) قوله: «وليس منه حديث الغدير ... إلخ» ظاهر ما سيأتي من كثرة طرق حديث الغدير أنه اسم يدخل فيه جميع الأحاديث التي ذكر فيها لفظ مولى وولي ونحوهما والدعاء بنحو: «اللهم وال من والاه»، وأضيف إلى الغدير لأنه أشهر موارده التي ورد فيها، والله أعلم.
(*) حديث: «من كنت مولاه فعلي مولاه» له مائة وخمسون طريقاً، لكن لم يعرف كل ذلك من حفاظ الحديث إلا الأفراد. اهـ منقولة. وقد نقل هذا العلامة السيد عبدالله بن علي الوزير في طبق الحلوى تأريخه المعروف عن السيد محمد بن إبراهيم ¦.
(٢) في تهذيب الكمال: أبو داود الطيالسي اسمه سليمان بن داود.
(٣) في نسخة: مولى، وفي نسخة أيضاً: كل مؤمن بعدي.
(٤) قال السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير: ومن ذلك «من كنت مولاه فعلي مولاه» فإن له مائة وخمسين طريقاً. قال العلامة المقبلي بعد سرده لبعض طرق هذا الحديث: فإن لم يكن هذا معلوماً فما في الدنيا معلوم، وجعل هذا في الفصول من المتواتر لفظاً، وكذلك حديث المنزلة، وأقر الجلال كلام الفصول في تواتر حديث الغدير ولم يسلمه في حديث المنزلة. قال: وإنما هو صحيح مشهور لا متواتر. اهـ باختصار يسير.