هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

(الباب الأول في الأخبار)

صفحة 351 - الجزء 2

  (وطريق معرفته) أي: الصحابي (التواتر) كالعشرة، فإن من بحث عن حالاته # وحالاتهم علم بالتواتر أنهم صحابيون (أو الآحاد) كأسامة⁣(⁣١) بن أخدري وحكيم⁣(⁣٢) بن معاوية ومطر بن عُكَامس⁣(⁣٣) (من) عدل (غيره) أي: غير المشهود له بالصحبة، وهو ظاهر، ولا خلاف في قبوله.

  (أو منه) بأن يخبر عن نفسه بأنه صحابي، وهو مقبول (على المختار) لأن عدالته مستند القبول، فإخباره بما يخصه وما لا يخصه سواء، وقد منع أهل الظاهر⁣(⁣٤) من قبوله لأنه يثبت لنفسه منزلة فلم يقبل قوله كالشاهد لنفسه.

  وفُرِّق بأن الشاهد⁣(⁣٥) يثبت لنفسه حقاً على غيره، بخلاف المخبر بأنه صحابي⁣(⁣٦).

  (وبيانه) أي: الصحابي لفوائد تتعلق بما نحن فيه، منها قوله: (للفصل بين المنقطع) من الأخبار (وغيره) ولا يمكن الفصل بين المنقطع والمتصل إلا بمعرفته.

  والمراد بالمنقطع ما ذكره ابن عبدالبر من أنه ما لا يتصل إسناده سواء كان يعزى إلى النبي ÷ أو إلى غيره، فإذا قال من لم يكن صحابياً: قال رسول الله ÷ علمنا أنه منقطع.


(١) أسامة بن أخدري الشقري التميمي البصري، في إسناد حديثه وصحة صحبته مقال، روى عنه بشير بن ميمون، وهو ابن أخيه، وهو من المقلين، له حديث واحد في تغيير الأسماء. أخدري: بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وفتح الدال وكسر الراء وتشديد الياء. والشقري: بفتح الشين المعجمة وفتح القاف وكسر الراء وتشديد الياء وبشير بفتح الباء الموحدة وكسر السين المعجمة. (جامع الأصول).

(٢) كأمير. (قاموس).

(*) هو حكيم بن معاوية النميري، من بني نمير بن عامر بن صعصعة، قال البخاري: في صحبته نظر، روى عنه ابن أخيه معاوية بن حكيم وقتادة. (جامع أصول).

(٣) عكامس بضم العين المهملة وتخفيف الكاف وكسر الميم وبالسين المهملة. (جامع أصول).

(٤) وروي عن ابن الحاجب. (معيار، وقسطاس).

(٥) ولو سلم فإنما امتنع في الشهادة لدليل خاص لولا هو لجوزنا شهادة الإنسان لنفسه حيث كان عدلاً، وقد يقال: لو صح ما قلتم لقبل قوله: أنا عدل مرضي، وهو لا يقبل، والفرق بينهما تحكم محض. (قسطاس). قال الوالد العلامة عزالدين محمد بن عزالدين: ويمكن أن يقال: إنه لا يقبل خبره إلا بعد تحقق العدالة فلا تحكم. ومثله ذكر الإمام المهدي #. (شرح فصول للسيد صلاح) ومثله في القسطاس.

(٦) فقوله: أنا صحابي لم يتضمن إلا الإخبار بأن له وصفاً من أوصاف الفضيلة. (قسطاس).