(الباب الأول في الأخبار)
  ولأنه قد شاع تخصيص أخبرنا بما قرئ على الشيخ، فكان حدثنا أرفع منه، ولقوة إشعار حدث بالنطق والمشافهة.
  قال ابن الصلاح: وحدثنا وأخبرنا أرفع من سمعت من جهة أخرى، وهي أنه ليس في سمعت دلالة على أن الشيخ روَّاه الحديث(١) وخاطبه به، بخلاف حدثنا وأخبرنا.
  وأما قال وذكر لي أو لنا فقد شاع التعبير به عما يجري بينهم في المذاكرات والمناظرات.
  وأوضع(٢) العبارات(٣) في ذلك أن يقول: قال فلان أو ذكر فلان من دون لفظ «لي» أو «لنا»؛ لما عرفت من الاحتمالات.
  والمرتبة الثانية قوله: (أو قراءته عليه) وأكثر المحدثين يسمي هذا عرضاً؛ لأن القارئ يعرض على الشيخ ما يقرؤه (قائلاً) لشيخه: (هل سمعت؟ فقال) الشيخ: (نعم) سمعت ما قرأت علي أو الأمر كما قرئ علي أو نحو ذلك (أو أشار) الشيخ
(قوله): «فيكون حدثنا أرفع منه» لأن قراءة الشيخ على التلميذ أرفع.
(قوله): «رواه» أي أذن له بروايته[١] وسلطه عليها.
(قوله): «بخلاف حدثنا» هذا يخالف ما روي عن الحسن.
(قوله): «في المذاكرات والمناظرات» يعني لا في رواية الحديث.
(قوله): «وأوضع العبارات» يعني أنزلها وأضعفها.
(١) وجدت في بعض حواشي كتاب قديم في ضبط روينا ما لفظه: قال شيخنا نفيس الدين العلوي |: سماعنا بالتخفيف والتشديد، وذكر شيخنا مجدالدين أن فتح الراء هو المعروف، وتخفيف الواو من روى يروي إذا نقل عن غيره، ثم قال: والأجود رُوِّينا بضم الراء وكسر الواو مشددة، أي: روانا مشائخنا ونقلوا لنا وسمعنا. (من خط السيد العلامة صفي الإسلام أحمد بن إسحاق |). وهو الواجد لهذا النقل عن العلوي. قلت: وذكر هاتين القراءتين في روينا القاضي عبدالله بن حسن الدواري في آخر كتاب الصلاة من الديباج ثم قال بعد ذلك: ومعنى القراءتين أما الضم والتشديد فهو يذكر إذا نقل سند الحديث وتقوت الطريق إليه، وأما الفتح والتخفيف فإذا لم يكن كذلك وإن كانت الطريق في الرواية صحيحة.
(٢) أي: أدناها في الوضاعة.
(٣) أي: أنقص، وكان أوضع لما سبق من الشياع.
[١] هذا غير ظاهر. وفي حاشية: أن خاطبه عطف تفسير لرواه. (حسن).