هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

(الباب الأول في الأخبار)

صفحة 378 - الجزء 2

  (فيقول) الراوي بطريق المناولة والإجازة على الصحيح الذي عليه أهل التحري والورع: (حدثني وأخبرني) وحدثنا وأخبرنا (مقيداً) بقوله مناولة أو إجازة أو إذناً أو فيما أذن لي فيه أو نحو ذلك، أو يقول: أجاز لي أو أجازني أو ناولني أو ما أشبه ذلك.

  وقوله: (على خلاف فيه) يعني في وجوب التقييد، فإن بعض المحدثين منهم الزهري ومالك⁣(⁣١) أجازوا إطلاق حدثنا وأخبرنا في الرواية بالإجازة.

  (و) يجوز أن يقال في الرواية بالإجازة: (أنبأني باتفاق) بين المتأخرين من المحدثين، وأما متقدموهم فكأن أنبأنا عندهم بمثابة أخبرنا.

  والوجه عند المتأخرين أن العرف إطلاق الأنباء على مطلق الإيذان بالشيء والإعلام به، يقال: هذا الفعل ينبي عن العداوة أو المحبة، وقال⁣(⁣٢):

  تنبئك العينان ما القلب كاتم⁣(⁣٣) ... من الغل والبغضاء بالنظر الشزر⁣(⁣٤)

  (و) الإجازة (تجوز للموجودين) وهي على أنواع⁣(⁣٥): أولها: الإجازة لمعين في معين، نحو أن يقول: أجزت لك أن تروي عني كذا، كالكتاب الفلاني أو ما اشتملت عليه فِهرستي هذه، وزعم بعضهم أنه لا خلاف في جواز الرواية بهذا النوع، وإنما الخلاف⁣(⁣٦) في غيره، والظاهر الإطلاق.


(قوله): «وهي على أنواع» أي: الإجازة من حيث هي.

(قوله): «فهرستي» الفهرسة بكسر الفاء بيان ما اشتمل عليه الكتاب من الأبواب والمقاصد ونحوها.


(١) وربيعة الرأي ويحيى بن سعيد الأنصاري.

(٢) سويد بن الصامت.

(٣) في المخطوطات: ما هو كاتم.

(٤) في نسخة: والنظر الشزر.

(٥) في حاشية: صور الإجازة سبع، المقبول منها ما أشار إليه ابن الإمام # بقوله: وتجوز للموجودين، وأعلاها أن تكون لخاص في خاص كما أشار إليه في الشرح بقوله: لمعين في معين.

(٦) خلاف أبي حنيفة وأبي يوسف والشافعي في إحدى الروايتين.