هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[فصل: في شروط العمل بأخبار الآحاد]

صفحة 400 - الجزء 2

  سماعها، فإنها قد تقع لطرو شاغل عن سماعها وفهمها من ألم أو جوع أو عطش مفرط أو سعال أو تثاؤب أو نعاس أو فكر في مهم أو اشتغال بمحادثة مع الغير أو نسيان بعد السماع أو غير ذلك.

  (قيل) في الاحتجاج للرادين: (سهوه أكثر⁣(⁣١)) فالظاهر نسبة الوهم إليه لوحدته وتعددهم.

  (قلنا:) لا نسلم ظهور ما ذكرتموه من ظهور نسبة الوهم إليه، فإن (الذهول عن المسموع كثير) الوقوع لما يقع من الاشتغال عنه بغيره، وأما ذهول الإنسان (في أنه سمع ما لم يسمع) بحيث يجزم بأنه سمعه ولا يتردد فيه فإنه (بعيد) جداً.

  واعلم أن هذا الكلام والخلاف فيما إذا كانت الزيادة لا تصادم⁣(⁣٢) ما رواه الثقاة بحيث يتعذر الجمع بينهما⁣(⁣٣)؛ لأن حكم الزيادة المصادمة الرد، وهو ظاهر. ومن أمثلة محل النزاع قوله ÷: «جعلت لنا الأرض مسجداً وجعلت تربتها لنا طهوراً» فهذه الزيادة تفرد بها أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي، وسائر الروايات: «جعلت لنا الأرض مسجداً وطهوراً» هذا كله إذا تعدد الرواة.

  (وكذلك) حكم الراوي الواحد العدل (إن زاد مرة) أو مرات (وحذف) الزيادة مرة⁣(⁣٤) (أخرى) أو مرات.


(قوله): «وجعلت تربتها لنا طهوراً» فلا يجزي التيمم بغير التراب على هذا، بخلاف ما يأتي.


(١) قيل: الأولى في العبارة أظهر.

(٢) وقد تكون مخصصة للمزيد عليه إن عارضته وأمكن الجمع، وناسخة مع تراخيها بقدر يمكن فيه العمل إن لم يمكن الجمع. (من الفصول وشرحه).

(٣) قال سعد الدين في حاشيته: وفي الكتب المشهورة أنه إن تعذر الجمع بين قبول الزيادة والأصل لم تقبل، وإن لم يتعذر فإن تعدد المجلس قبلت، وإن اتحد فإن كانت مرات روايته للزيادة أقل لم تقبل إلا أن يقول: سهوت في⁣[⁣١] تلك المرات، وإن لم تكن أقل قبلت.

(٤) قال صاحب المحصول: العبرة بما وقع منه أكثر، فإن استوت قبلت أيضاً. (شرح جمع لأبي زرعة).


[١] في المطبوع: عن تلك. والمثبت من حاشية السعد.