[الباب الثاني: في الأوامر والنواهي]
  الخطيب الرازي، ومنهم من يشترط إرادة المأمور به وهذا مذهب أبي الحسين البصري ومحمود بن الملاحمي واختيار المنصور بالله #، واختياره #(١)، وهذا تصريح بأن الأشاعرة يوافقون أبا الحسين ومن معه في نفي أن يكون له بكونه أمراً حال.
  إذا عرفت ذلك فوجه ما ذهب إليه الأشاعرة إن صحت الرواية عنهم أنه قد ثبت أن الأمر لا بد فيه من الصيغة المخصوصة والاستعلاء(٢) والإرادة وكونه مريداً(٣)، ولا يصح أن يؤثر غير(٤) ذلك؛ لأنه مع الأمر والتهديد على سواء، فلم يبق إلا أن يكون راجعاً إلى ما لا بد منه في الأمر، ويتعين منها الإرادة وكونه مريداً لأن ما عداهما من الصيغة وغيرها لا يصلح؛ لكونه مع الأمر والتهديد على سواء، وإذا كان كذلك فالمراد بالإرادة إرادة كون الصيغة أمراً لغناء(٥) ذلك في التمييز بين
(قوله): «واختياره» أي: اختيار لإمام يحيى #؛ لأنه كلامه.
(قوله): «إن صحت الرواية عنهم» الظاهر أنه أراد ما نسب[١] إليهم الإمام المهدي # وغيره من أنه يتميز بصفة والمؤثر فيها إرادة الآمر لكونه أمراً.
(قوله): «لأنه» أي: ذلك الغير.
(قوله): «من الصيغة وغيرها» وهو الاستعلاء.
(قوله): «إرادة كون الصيغة أمراً لغناء ذلك في التمييز» في هذا تسامح؛ لأن التمييز ليس الإرادة على مقتضى ما نسب الإمام المهدي # إلى الأشاعرة، بل التمييز بالصفة، وهي كونه أمراً، والإرادة هي المؤثرة في تلك الصفة؛ ولذا قال المؤلف # فيما سبق: والمؤثر فيها إرادة الآمر لكونه أمراً.
(١) أي: الإمام يحيى #.
(٢) قد قدم المصنف ¦ أن الأشعري وأتباعه لا يشترطون علواً ولا استعلاء، فلعل ما هنا مبني على قول الأقل كابن الحاجب والشيرازي. اهـ وإلا لم يستقم فتأمل. اهـ سماعاً.
(٣) الذي حكي عن الأشاعرة أولاً أن المؤثر إرادة الآمر في كون الصيغة أمراً لا كونه مريداً، اللهم إلا أن يريد أن كونه مريداً لازم عن حصول الإرادة، لكن جعله في له دخلا في التأثير نظر. اهـ قول المؤلف فينظر. (منقولة). قول المؤلف # عقيب هذا: والمراد من الإرادة كون الصيغة أمراً يدفع هذا التوهم فتأمل.
(٤) في الصيغة.
(٥) فعال بفتح الفاء الكفاية، وبكسر الفاء صوت المغني. (من شمس العلوم).
[١] بل لعل المراد بها رواية المعيار أنه ليس للأمر بكونه أمراً حال مع اشتراط إرادة كونه أمراً، وهو المميز، يدل على ذلك قوله: لغناء ذلك في التمييز ... إلخ، وقوله أيضاً: يكون خبراً لإرادة كونه خبراً، ولتفرعه بعد قوله: إذا عرفت ذلك، وعلى هذا لا تسامح في ذلك كما ذكره. (حسن بن يحيى الكبسي عن خط العلامة السياغي |).