هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الباب الثاني: في الأوامر والنواهي]

صفحة 452 - الجزء 2

  وما بعده كالدعاء⁣(⁣١).

  (و) الرابع عشر: (الاحتقار) وعدم المبالاة، نحو: {أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ٨٠}⁣[يونس]، فإنه مستعمل في معرض احتقار سحر السحرة في مقابلة المعجزة. والفرق بينه وبين الإهانة أنها إنما تكون بالقول أو الفعل أو بتركهما⁣(⁣٢) كترك إجابته والقيام له ممن يعتاد القيام، دون مجرد الاعتقاد، والاحتقار إما مختص بمجرد الاعتقاد أو لا بد فيه منه؛ بدليل أن من اعتقد في شيء أنه لا يعبأ به ولا يلتفت إليه يقال: إنه احتقره ولا يقال: أهانه ما لم يصدر عنه [منه/ نخ] قول أو فعل ينبئ عن ذلك⁣(⁣٣).

  (و) الخامس عشر: (التكوين⁣(⁣٤)) نحو قوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ ٤٠}⁣[النحل]، وقد سماه بعضهم بكمال القدرة.


(قوله): «في معرض» بكسر الميم وفتح الراء، هكذا ذكره الزركشي؛ لأن اسم الزمان⁣[⁣١] والمكان من باب ضرب يأتي على مفعل بفتح الميم وكسر العين. قال في المصباح: معرض بوزن مسجد: موضع عرض الشيء، وهو ذكره وإظهاره، وقلته في معرض كذا أي: موضع ظهوره.

(قوله): «أو لا بد فيه» أي: في الاحتقار «منه» أي: من الاعتقاد، فبينهما عموم من وجه.

(قوله): «التكوين» وهو الإيجاد.


(١) أي: مجرد الطلب، فينظر ما معنى الطلب في الخبر؟ ولعل العلاقة فيه غير ذلك. (عن خط السيد صلاح الأخفش |).

(٢) أي: بترك القول أو ترك الفعل. (شرح فصول).

(٣) في شرح أبي زرعة على الجمع ما لفظه: والفرق بينه وبين الإهانة أن محل الاحتقار القلب ومحل الإهانة الظاهر، فإذا اعتقدت في شخص أنك لا تعبأ به كنت محتقراً له بدون إهانة، وإذا أتيت بقول أو فعل يقتضي تنقيصه أو تركت قولاً أو فعلاً يقتضي تعظيمه كنت مهيناً له وإن لم تحتقره بقلبك، فإن اجتمعا كان احتقاراً وإهانة. اهـ تأمل لتعرف ما بين الكلامين. (من خط السيد زيد بن محمد |).

(٤) قال في شرح الجمع: أي الإيجاد عن العدم بسرعة، في تفسيره التكوين بما ذكر تنبيه على أن المراد بقوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ ٨٢} تمثيل سرعة وجود ما تعلقت الإرادة والقدرة بإيجاده بسرعة امتثال المطيع أمر المطاع فوراً دون توقف ودون افتقار إلى مزاولة عمل واستعمال آلة. (حاشية ابن أبي شريف).


[١] تعليل لمقدر تقديره: وهو مخالف للقاعدة لأن ... إلخ. (ح عن خط شيخه).