هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[فصل: في ذكر العام]

صفحة 642 - الجزء 2

  أي: وجه وقع التخصيص.

  (وقيل:) إنه (حقيقة) فيه على أي: وجه وقع التخصيص⁣(⁣١) أيضاً، وهو مذهب الحنابلة وكثير من الحنفية والشافعية والمعتزلة، وإليه ميل الغزالي⁣(⁣٢).

  (وقيل:) إنه يكون حقيقة في الباقي (إن كان غير منحصر⁣(⁣٣)) وله كثرة يعسر العلم بقدرها على آحاد الناس، وإلا فمجاز، وهو اختيار أبي بكر الرازي من الحنفية⁣(⁣٤).

  (وقيل:) إنه حقيقة في الباقي (إن كان المخصص غير مستقل) كالشرط والصفة⁣(⁣٥) والاستثناء والغاية، لا إن خص بمستقل من سمع أو عقل فإنه يصير فيه مجازاً، وهو اختيار الرازي⁣(⁣٦) والكرخي.

  قال الإمام الناطق بالحق: وهو قول أكثر أصحاب أبي حنيفة، وقد نسب هذا القول إلى أبي الحسين البصري⁣(⁣٧)، وهو وهم⁣(⁣٨).

  (وقيل:) إنه حقيقة في الباقي (إن كان) المخصص (شرطاً أو استثناء) لا إن كان غيرهما فهو فيه مجاز، وهو اختيار الباقلاني.

  (وقيل:) إنه حقيقة فيما بقي إن كان المخصص (شرطاً أو صفة) وإلا فمجاز،


(١) أي: سواء خص بمتصل أو منفصل، بشرع أو عقل. (نظام الفصول).

(٢) واختاره السبكي ووالده، ونسب للشافعي، ونقله الجويني عن جمهور الفقهاء.

(٣) بأن يكون جمعاً. (من شرح النيسابوري للمختصر).

(٤) أحمد بن علي الرَّازي، أبو بكر الجصاص (٣٠٥ - ٣٧٠ هـ = ٩١٧ - ٩٨٠ م): فاضل من أهل الري، سكن بغداد ومات فيها. انتهت إليه رئاسة الحنفية. وخوطب في أن يلي القضاء فامتنع. وألف كتاب (أحكام القرآن - ط) وكتابا في (أصول الفقه - خ) مصور، في معهد المخطوطات بالقاهرة. (من الأعلام للزركلي).

(٥) نحو: «الرجال المسلمون مكرمون». (نيسابوري).

(٦) المراد به الإمام فخر الدين الرازي المعروف بابن الخطيب.

(٧) نسبه في شرح المختصر إليه، وفي حاشية: الناسب هو صاحب الفصول.

(٨) الظاهر أن النسبة غير وهم، فيتأمل كلام أبي الحسين البصري الآتي.