هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الباب الثالث: العموم والخصوص]

صفحة 676 - الجزء 2

  الصفة⁣(⁣١) وأخواتها).


(قوله): «وأخواتها» هكذا في شرح المختصر، قال في الحواشي: المراد الإخراج بإلا أو إحدى أخواتها، وإلا لم يصدق على شيء من أفراد الاستثناء⁣[⁣١]، ثم ذكر السعد أن الأولى أن يقال: الإخراج بحرف وضع له، وسيأتي قريباً إن شاء الله تعالى اعتماد المؤلف لهذا.


= جاءني رجلان أو رجال»، وإما بعض منهم معلوم العدد نحو: «علي له عشرة دراهم أو عشرون إلا ثلاثة»؛ لأنه إذا كان محصوراً كذلك وجب دخول ما بعد إلا فيما قبله فلم يتعذر الاستثناء نحو: «كل رجل إلا زيد جاءني، وله علي عشرة إلا درهماً» وإنما يصار عند وجود هذه الشروط إلى حمل إلا على غير لتعذر الاستثناء فيضطر إلى حملها على غير. وقلنا: «غالباً» لأنه قد يتعذر الاستثناء في المحصور نحو: «جاءني مائة رجل إلا زيد»، وقد لا يتعذر في غير المحصور نحو: «جاءني رجال إلا واحداً أو إلا رجلاً» أو أمثال ذلك نحو: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}⁣[الأنبياء: ٢٢].

(١) قيد «إلا» بغير الصفة لأنها صفة تدخل في المخصص الوصفي. (شرح تحرير).

(*) إن اكتفينا بالمخالفة بمجرد الحكم وعدم الحكم فظاهر، وإن أردنا بالمخالفة المخالفة بالإثبات والنفي فينبني على العمل بالمفهوم، وسيأتي إن شاء الله تعالى الخلاف فيه، ومن يرى أن «إلا» التي هي صفة باقية على الاستثناء لا يحتاج إلى هذا القيد كما نبهناك عليه آنفاً من أنه يكفي في الاستثناء توهم دخول المستثنى، وإلا لم يصح تسمية المنقطع استثناء ولا جعل «إلا» فيه أداة استثناء. (جلال).

(*) خرج بقوله: «إلا وأخواتها» لفظ «أستثني» في: «علي لزيد ألف أستثني منها مائة» فإن فيه وجهين في الرافعي: أحدهما: أنه استثناء، والثاني: أنه وعد بالاستثناء وليس باستثناء. قال ابن جني: إن أستثني وأحط صيغة استثناء. (من حواشي شرح المحلي).

(*) لم يقيد البرماوي في ألفيته بهذا القيد؛ لأنه قال: وذاك إخراج بنحو «إلا من واجب الدخول ... إلخ»، وقال في الشرح: قيد البيضاوي وابن الحاجب في بعض تصانيفه «إلا» بغير الصفة وإن لم يقيد في تعريفه المختار، والقصد بهذا القيد إخراج {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} فليست «إلا» فيه استثناء، بل وصفاً، وإلا لفسد المعنى؛ لأنه إذا كان الفساد مرتباً على وجود آلهة ليس فيهم الله اقتضى نفي الفساد في وجود آلهة فيهم الله، وذلك باطل قطعاً. نعم، زعم المبرد أنها استثناء وما بعدها بدل؛ لأن الشرط بلو امتناع، وهو معنى النفي، ورد بأنه لا يقال: «لو جاءني ديار، أو من أحد» كما يقال: «ما جاءني ديار أو من أحد»، وإنما لم يقيده به اكتفاء⁣[⁣٢] بلفظ إخراج؛ فإن «إلا» الوصفية لا إخراج فيها بالوضع وإن كانت مخرجة من حيث الوصفية، ولذلك لم يذكرها الإمام الرازي وأتباعه غير من ذكرنا، بل من الوصف ما لا إخراج به أصلاً [كما لو كان للمدح أو الذم أو الترحم أو التوكيد، وأيضاً]⁣[⁣٣] فلا يقصر هذا القيد على «إلا»، بل يجري فيما كان وصفاً مما هو نحو «إلا» كغير وسوى، فينبغي تأخير القيد عن قوله: ونحوها ليعم «إلا» وغيرها. (منه).


[١] لأنه ليس لنا استثناء يكون بجميع أدوات الاستثناء. (جيزاوي).

[٢] لفظ شرح ألفية البرماوي: وإنما لم أقيد به اعتناء.

[٣] ما بين المعقوفين من شرح ألفية البرماوي.