هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[تعريف العلم]

صفحة 147 - الجزء 1

  الحكم⁣(⁣١) باستحالة اجتماع الضدين⁣(⁣٢) والنقيضين، بل العلم⁣(⁣٣) بمطلق المعدوم على القول بأنه لا يسمى شيئاً⁣(⁣٤). وقد يعتذر عن هذا بأن المستحيل والمعدوم يسمى شيئاً لغة، فلا يخرج العلم بهما عن التعريف.

  ولو عرف بما يحصل⁣(⁣٥) من المعنى المدرَك - بفتح الراء - للمدرِك - بكسرها - لسلم عما ورد على تعريف الحكماء مع العناية⁣(⁣٦) في إصلاحه.

  (فإن كان) العلم بهذا المعنى⁣(⁣٧)


(قوله): «بل العلم بمطلق المعدوم ... إلخ» أي: بل يخرج عن التعريف العلم بمطلق المعدوم سواء كان ممكناً أو مستحيلاً؛ فلهذا عطف هذا على ما قبله ببل لإفادته الترقي في الإشكال.

(قوله): «يسمى شيئاً» أي: لغة كما ذكره في المواقف قال: وكونه ليس بشيء بمعنى أنه غير ثابت في نفسه لا يمنع كونه شيئاً لغة.

(قوله): «لسلم عما ورد على تعريف الحكماء» من خروج ما خرج عنه لدخوله في هذا الحد⁣[⁣١]. وقوله: «مع العناية في إصلاحه» أي: مع حصول العناية في إصلاحه؛ لأن قوله: للمدرِك بالكسر مفيد لما أفاده قولهم في العقل أو عنده.

(قوله): «فإن كان العلم بهذا المعنى» أي: بالمعنى الأعم؛ إذ هو الذي ينقسم إلى الظن وسائر الأقسام.


(١) وفي نسخة: العلم.

(٢) تمام هذا في شرح المواقف ما لفظه: ولا يتصور ذلك إلا مع كون اجتماعهما المستحيل معلوماً بوجه.

(٣) أي: بل يخرج العلم، فهو معطوف على قوله: وفيه أيضاً ... إلخ.

(٤) ذهب إلى هذا الأشعرية وأبو الحسين وابن الملاحمي والإمام يحيى وكثير من الناس. (دامغ).

(٥) زيادة المعنى ليخرج الإدراك بالحواس والله أعلم.

(٦) إشارة إلى الجمع بين قوله: في العقل أو عنده.

(٧) قوله: «فإن كان العلم بهذا المعنى» أي: الأعم. وقوله: «إذعاناً» أي: من النفس، وقوله: «أي: اعتقاداً لنسبة» أي: سواء كان جازماً أو لا، مطابقاً أو لا، ثابتاً أو لا، على ما اشتهر من كلام الرازي ومن تبعه من تقسيم التصديق إلى العلم والظن والاعتقاد والشك والوهم على ما ذكره السعد عنه.


[١] لكنه يخرج عنه بقوله: «ما يحصل من المعنى» مدركات الحواس عند من يجعل الحاصل عنها علماً إذا أريد بالمعنى ما يقابل العين. اهـ (ح قال: (مغربي).