التصورات
التصورات
  قدم مباحث التصورات على مباحث التصديقات لاحتياج التصديق إلى التصور؛ إذ لا بد فيه من تصورات ثلاثة: تصور المحكوم عليه إما بذاته(١) أو بأمر صادق عليه(٢)، وتصور المحكوم به، وتصور النسبة الخبرية؛ للعلم(٣) بامتناع الحكم ممن جهل أحد هذه التصورات.
  (المفهوم) ما يستفاد(٤) من اللفظ باعتبار أنه فهم منه يسمى مفهوماً، وباعتبار أنه قصد منه يسمى معنى، وباعتبار أنه دال عليه يسمى مدلولاً(٥). والمراد بالمفهوم هنا: ما حصل في العقل أو عنده(٦) كما مر(٧).
(قوله): «إما بذاته» أي: بحقيقته.
(قوله): «أو بأمر صادق عليه» فإنا قد نحكم على أشياء لا نعرف حقائقها، كالحكم على واجب الوجود تعالى بالقدرة والعلم، والحكم على شبح من بعيد بأنه شاغل للحيز، والتصديق إنما يستدعي تصور المحكوم عليه وبه بأمر صادق عليه لا بالحقيقة وإلا لم يصح منا أمثال هذه الأحكام.
(١) قوله: «إما بذاته» نحو الإنسان حيوان ناطق. وقوله: «أو بأمر صادق عليه» نحو: الإنسان ضاحك. وقوله: «وتصور النسبة الخبرية» أي: الحكمية التي هي ثبوت الشيء للشيء في الحملية، أو عنده في الشرطية المتصلة، أو منافاته إياه في الشرطية المنفصلة.
(٢) يعني أن استدعاء التصديق تصور المحكوم عليه ليس معناه أنه مستدع تصور المحكوم عليه بكنه الحقيقة، حتى لو لم يتصور حقيقة الشيء يمتنع الحكم عليه، بل المراد أن يستدعي تصوره بوجه ما: إما بكنه حقيقته أو بأمر صادق عليه، فإنا نحكم على أشياء لا نعرف حقائقها، كما نحكم على واجب الوجود بالقدرة ... إلخ ما في سيلان. اهـ من القطب.
(٣) قوله: «للعلم» متعلق بقوله: «لا بد» باعتبار المعنى؛ لأن لا بد بمعنى وجب.
(٤) قوله: «ما يستفاد» ما مبتدأ، خبره يسمى مفهوماً. وقوله: «يسمى مفهوماً» راجع إلى السامع. وقوله: «يسمى معنى» راجع إلى المتكلم. وقوله: «يسمى مدلولاً» راجع إلى اللفظ.
(٥) وأيضاً من حيث وضع له اسم مسمى، إلا أن المعنى قد يخص بنفس المفهوم دون الأفراد، والمسمى يعمهما. (تلويح).
(٦) ليدخل الجزئي المادي. اهـ فالمفهوم سواء كان حصوله عند العقل بالذات أو بواسطة الآلات إما كلي أو جزئي.
(٧) (كما مر): ساقط من (أ، ب).