[فصل: في الاعتراضات]
  لأن (رده يصحح كل وصف طردي(١)، ولا إلحاق إلا بجامع تظن صحته) لأن ظن صحته مأخوذ في حقيقة(٢) القياس (و) قد استدل الرادون بأن (الاكتفاء به) أي: بالمنع المجرد (عن الإبطال) دليل صحة الممنوع(٣)؛ لأن طرق بطلانه مما لا يخفى على المجتهد والمناظر، فلو وجده لأظهره عادة.
  قلنا: (لا) نسلم أن عدم التعرض (يدل على عجز) من المعترض، فلعله لعدم التزامه شيئاً من التصحيح والإبطال، بل لمجرد الطلب، وأما قياسه
(قوله): «كل وصف طردي» يعني يؤدي إلى التمسك بكل طردي، فيؤدي إلى اللعب فيضع القياس؛ إذ لا يفيد ظناً، وتكون المناظرة عبثاً.
(قوله): «مأخوذ من حقيقة القياس» يعني ولم يوجد.
(قوله): «عن الإبطال» أي: إبطال دليل المستدل.
(قوله): «دليل صحة الممنوع» خبر أن، أي: دليل عجز المعترض عن الإبطال، فيصح الممنوع، ولو قال هكذا لطابق ما بعده، وهو قوله فيما يأتي: لا يدل على عجز من المعترض.
(قوله): «لأن طرق بطلانه» من كون الوصف طردياً وإبداء وصف آخر وغير ذلك.
(قوله): «فلو وجده لأظهره عادة» فلما لم يظهره علم أنه لم يوجد، فالفرار إلى مجرد المنع يكفينا دليلا على أنه صحيح، فلا يسمع المنع ولا يشتغل بجوابه؛ لأنه شاهد على نفسه بالبطلان.
(قوله): «قلنا لا نسلم أن عدم التعرض» يعني للإبطال والعدول إلى مجرد المنع. واعلم أن المؤلف # أعاد ضمير يدل إلى عدم التعرض، والمتقدم في المتن هو لفظ الاكتفاء، وكأنه تسامح لتقارب المعنى.
(قوله): «فلعله» أي: عدم التعرض للإبطال.
(قوله): «لعدم التزامه» أي: المعترض «شيئاً من التصحيح» أي: للمنوع «والإبطال» له. ينظر في ذكر التصحيح، ولعل المراد تصحيح منعه[١] بذكر وجه الإبطال، أو تصحيح الممنوع - وهو دليل المستدل - باكتفاء المعترض بمجرد المنع الخالي عن وجه المنع، وكأن المؤلف ذكر تصحيح الممنوع تتميما للجواب عما ذكره الراد من أن الاكتفاء بالمنع دليل صحة الممنوع.
(قوله): «بل لمجرد الطلب» لو قال: بل مجرد الطلب لظهر العطف والإعراب؛ =
(١) مما قطع بأنه لا مدخل له في العلية؛ إذ المستدل يكون واثقاً بأنه ليس للمعترض منع كونه علة، فيتمسك بأي وصف اتفق وإن كان طردياً. (نيسابوري).
(٢) في المطبوع: من حقيقة.
(*) ليس مأخوذاً في حقيقة القياس، والذي في العضد: معتبر في حد القياس، والاعتبار غير الأخذ؛ إذ الأخذ لا بد أن يكون ملفوظاً، بخلاف الاعتبار. (عن خط السيد العلامة عبدالقادر بن أحمد).
(٣) كما في المعجزة فلا يسمع المنع؛ إذ منع الصحيح فاسد. (سبكي).
[١] هذا أظهر. (حسن بن يحيى).